صحة / الامارات نيوز

الفيلر القاتل: كيف تؤدي وسائل التجميل المغشوشة إلى مضاعفات خطيرة

تصدر اسم طبيب تجميل شهير مواقع التواصل عقب اتهامه بالتسبب في وفاة شابة أثناء خضوعها لحقن تجميلي قبل زفافها بأيام في مركز راقٍ بالتجمع الخامس، فاعادت إلى الواجهة ملف “ضحايا التجميل” في مراكز ترفع شعار الجمال وتخفي وراءه تجارة بالمظهر والحياة.

أما القصة الأكثر إيلامًا فكانت إسراء كرم، عروس حلوان التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين. ذهبت إلى مركز تجميل صغير لإجراء تعديل بسيط قبل زفافها بأيام، لكن الجلسة تحولت إلى كارثة. بعد دقائق من الحقن فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة، وتبيَّن أن المادة مغشوشة والمكان بلا ترخيص، وبعد أيام فارقت الحياة.

النصب باسم التجميل

توضح الدكتورة رضوى عراقي، أخصائية الأمراض الجلدية بجامعة شبين الكوم، أن ما يحدث تحت مسمى “الحقن التجميلي” لم يعد طباً بل فوضى تجارية خطيرة، فانتشار الفيلر والبوتوكس المغشوش أصبح ظاهرة واسعة تغذيها الرغبة في الربح السريع، سواء من أطباء أو من أشخاص لا علاقة لهم بالطب.

وتشرح رضوى وجود موجة جديدة من الغش في عالم التجميل تبدأ من “العبوة المزيفة”، فالكثير من المواد تُعبأ في علب أصلية مستعملة أو تُحقن داخل سرنجات بلا تعقيم، بينما لا أحد يعلم ما بداخلها فعلاً، هي مواد مجهولة المصدر والتركيب، تشبه الفيلر الحقيقي في القوام لكنها مزيج من مواد كيميائية خطيرة، وبعضها مخصص لأغراض صناعية.

وتحذر من أن هذه المواد الرخيصة قد تفكك الجلد أو الأعصاب خلال دقائق. أخطر ما فيها أنها لا تقتل فورًا لكنها تترك آثارًا مستديمة مثل كتل صلبة وتشوهات في الوجه، انسدادًا للأوردة الدقيقة في الجلد مما يسبب التليف، فقدان الإحساس، وحساسية شديدة قد تصل إلى الاختناق، واختفاء الملامح الطبيعية واستحالة الإصلاح لاحقًا.

أما البوتوكس المغشوش، فليس أقل خطرًا، إذ غالبًا ما يكون منتهي الصلاحية أو مقلدًا، وقد يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه أو ظهور بقع داكنة أو حتى غرغرينا في أماكن الحقن. وتؤكد رضوى: ما يُحقن اليوم خارج العيادات المعتمدة لا يختلف عن السم، الفرق فقط في الزمن الذي يحتاجه ليظهر أثره.

التجميل الزائف.. بين وهم السرعة وحقيقة الخطر

فكرة “التجميل السريع” جعلت كثيرين يعتقدون أن الإبرة ليست علاجًا بل روتين عناية، وهذا أدى إلى زحام عروض مغرية عبر وسائل التواصل مثل خصومات كبيرة وجلسات مجانية، لكنها تخفي فوضى كبيرة كما أشار تقرير طبي موسع.

ويشرح التقرير أن حقن تحفيز الكولاجين، مثلها مثل أي إجراء تجميلي، ليست بلا مخاطر. الهدف منها هو إعادة شباب البشرة عبر تنشيط إنتاج الكولاجين الطبيعي، لكنها قد تسبب التهابات داخلية وتورمًا دائمًا إن لم تُحقن بطريقة صحيحة.

ويضيف أن التورم أو الاحمرار بعد الجلسة يُعد طبيعيًا، لكن الخطر يظهر عند إهمال التعقيم أو استخدام مواد مجهولة المصدر. في بعض الحالات، تسبب الحقن انسدادًا في الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى نزيف تحت الجلد أو موت خلايا الوجه، وهي مضاعفات قد تحتاج إلى جراحة فورية لإنقاذ المريض. وحتى الحالات التي ينجح فيها الإجراء مبدئيًا، لا تكون آمنة بالكامل، لأن الحقن يحتاج إلى التكرار للحفاظ على النتيجة، ومع تكرار الجلسات يضعف مرونة الجلد ويبدأ في الشيخوخة المبكرة.

مراكز التجميل.. النصب باسم الجمال

يتفق الأطباء على أن السبب الجذري للمشكلة ليس في الفيلر نفسه، بل في من يقدمه. الأسعار المنخفضة والإعلانات المضللة جذبت الكثير من الفتيات، خاصة المراهقات، اللواتي لا يدركن أن مجرد دخول مادة غير طبية إلى الوجه قد يؤدي إلى تلف دائم.

ويشير أطباء الجلدية إلى أن كثيرًا من هؤلاء “الخبراء” الذين يروجون لخبراتهم عبر وسائل التواصل لا يتلقون تدريبًا طبيًا حقيقيًا، بل يعتمدون على فيديوهات قصيرة لا علاقة لها بالعلم الطبي للحقن أو تشريح الوجه. النتيجة تشوهات، نزيف، وموت في بعض الحالات.

حقائق خطيرة عن الفيلر والبوتوكس

توضح تقارير أن حقن تعزيز البشرة ليست إجراءات تجميلية بسيطة كما يُشاع. فحقن حمض الهيالورونيك لترطيب البشرة يمنح نتيجة طويلة نسبياً، لكنه قد يسبب كدمات وتكتلات وعدوى إن لم تُجرَ بتعقيم جيد.

أما البوتوكس فهو مستخلص من سم البوتولينوم، وتستمر نتائجه عادة من ثلاثة إلى ستة أشهر، ولكنه قد يسبب صداعًا، أو تدليًا للجفن، أو عدم التناسق في تعبيرات الوجه.

بينما الفيلر يُستخدم لملء التجاويف وإعادة الحجم إلى الخدين أو الشفتين، لكنه يحمل خطرًا نادرًا وخطيرًا وهو الانسداد الوعائي الذي يوقف تدفق الدم عن خلايا الوجه، ما يؤدي إلى تلف دائم للأنسجة.

كيف نحمي أنفسنا من الفيلر القاتل؟

يبدأ الحماية بالوعي، فالمريض هو خط الدفاع الأول. يجب اختيار طبيب متخصص في الجلدية أو جراحة التجميل وذو ترخيص واضح، ورفض العروض المشبوهة مهما كانت مغرية، والتحقق من عبوة المادة ومصدرها قبل الحقن، والالتزام بتعليمات ما بعد الجلسة وعدم الاستهانة بالأعراض.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا