استضافت وزارة الاقتصاد والسياحة قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي لعام 2025 في دبي تحت شعار «بناء جسور من أجل النمو المستدام»، وشهدت مشاركة واسعة ضمت أكثر من 350 شخصية من القادة والوزراء وكبار المسؤولين ورواد الأعمال من دولة الإمارات و53 دولة أفريقية، وتُعد جزءاً من فعاليات القمة العالمية لمستقبل الضيافة – FHS World 2025 وبالتعاون مع شركة ذا بينش.

وشملت أعمال القمة حضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، ومعالي مارسيو دي جيسوس لوبيز دانييل، وزير السياحة الأنغولي، ومعالي أمادو Ba، وزير الثقافة والحرف اليدوية والسياحة في السنغال، ومعالي رودني سيكومبا، وزير السياحة والفنون في زامبيا، ومعالي باتريشيا دي ليل، وزيرة السياحة في جنوب أفريقيا، وحناتو موسى موساوا، وزيرة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي في نيجيريا، إضافة إلى معالي سياندو فوفانا، وزير السياحة والترفيه في كوت ديفوار، ومعالي خوسيه لويس سانوغييرا، وزير السياحة والنقل في الرأس الأخضر، وسعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029، وسعادة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار المصري، وسعادة جون أولولتووا، الأمين العام الرئيسي لوزارة السياحة والحياة البرية في كينيا، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة شركة ذا بينش وجوهر من كبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين العالميين في قطاع السياحة والضيافة.

وقال معالي عبدالله بن طوق المري في كلمته الافتتاحية: “انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي لا تكتفي باستشراف آفاق المستقبل فحسب، بل ترسم ملامحه وتحقق الإنجازات، جعلت الإمارات السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات ومحرّكاً رئيسياً لجذب الاستثمارات وأصحاب الرؤوس المال، ورافداً للنمو الاقتصادي ومصدراً للفخر بريادة وطنية”.

وأضاف معاليه: “قدمت الإمارات نموذجاً استثنائياً لتطوير قطاعها السياحي، من خلال تحقيق نقلة نوعية في سياساتها وبُنىها التحتية السياحية وفق أفضل الممارسات الدولية، وتبني مبادرات وطنية ريادية، والاستثمار في مشاريع سياحية متميزة، وافتتاح مطارات جديدة، وتوسيع شبكات النقل الجوي بالتعاون مع شركاء عالميين، وتعزيز خدمات سياحية عالية الجودة، وهو ما عزز مكانة الإمارات كوجهة سياحية عالمية”.

وتابع معاليه: “تواصل الإمارات دورها كشريك تنموي فعال في القارة الأفريقية من خلال دعم مسارات النمو الاقتصادي والسياحي المستدام. وتأتي استضافة هذه القمة تجسيداً لالتزامها بتعزيز حضور الاستثمارات الإماراتية في الأسواق الأفريقية وبناء شراكات مثمرة مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص، وتُعتبر محطة جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية بين الإمارات والقارة الأفريقية”.

ولفت معاليه إلى أن السياحة تشكل محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة والنمو في الاقتصاد العالمي، فبجانب أنها نشاط ترفيهي تسهم في خلق فرص العمل وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول. وفي أفريقيا، كان القطاع السياحي في طور التعافي بعد الجائحة، فقبلها كان يوفر أكثر من 22 مليون وظيفة ويساهم بنحو 180 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وتفيد التقديرات بأن صناعة السياحة والسفر تمتلك القدرة على إضافة نحو 168 مليار دولار إلى اقتصاد القارة وخلق أكثر من 18 مليون وظيفة خلال العقد القادم.

وأشار إلى أن أفريقيا تمتلك مقومات سياحية غنية ومتنوعة تشمل المنتجعات الساحلية والشواطئ الخلابة والمواقع التراثية والثقافية والتاريخية، وتوفر هذه المقومات فرصاً واسعة للمجتمع الأعمال الإماراتي، وتفتح بوابة حيوية للاستثمار والتوسع في الأنشطة السياحية المتنوعة، ونحن حريصون من خلال القمة على تحويل الأفكار إلى مشاريع وشراكات سياحية ملموسة ومستدامة تخدم مستقبل التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية.

وأشار إلى أن حركة الطيران بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية تشهد نمواً ملحوظاً، حيث بلغ إجمالي الرحلات الأسبوعية نحو 550 رحلة تشغّلها شركات طيران إماراتية وأفريقية، مما يجعل شبكات النقل جسراً حيوياً يربط بين الجانبين ويعزز فرص التعاون والتكامل في مجالات النقل والسياحة والخدمات اللوجستية.

وتهدف القمة إلى صياغة رؤية استثمارية مستدامة تربط بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية في مختلف الأنشطة والمشروعات السياحية، وتسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، وبناء شراكات سياحية جديدة على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في جميع المجالات ذات الاهتمام المتبادل، مع التركيز على تعزيز السياحة المستدامة وبناء أنماط تعاون مستدامة.

وترتكز جلسات القمة على استعراض الفرص الاستثمارية الرئيسية للشركات الإماراتية في سوق السياحة الأفريقية، بما فيها تطوير البنية التحتية السياحية، وإنشاء منتجعات ساحلية وفنادق، وتطوير مشاريع الترفيه والمدن السياحية، والمشاركة في مشاريع السياحة الخضراء والمستدامة خاصة المنتجعات التي تعمل بالطاقة المتجددة، إضافة إلى فرص ضخ الاستثمارات الإماراتية في شركات الطيران الإقليمي وشبكات النقل الحضري ومنصات الحجز الإلكتروني وخدمات التكنولوجيا المالية المخصصة للسياحة.

واستعرضت القمة مجالات الاستثمار السياحي في السوق الإماراتية أمام المشاركين من الدول الأفريقية، بما في ذلك أنشطة سياحة الأعمال، والمراكز والفعاليات الثقافية، والفنادق الفاخرة والضيافة، إضافة إلى السياحة البيئية والمستدامة خاصة في المحميات الطبيعية، إضافة إلى مشاريع الترفيه العائلي والحدائق الترفيهية وسياحة العافية والتراث.

وفي إطار ذلك، قالت سعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من 2026 حتى 2029: “تتميز القارة الأفريقية بمقومات سياحية غنية ومتنوعة، وتطوير إمكاناتها يتطلب رؤى واستراتيجيات فاعلة لجذب الاستثمار وتمويل البنية التحتية وربط وجهاتها السياحية، والارتقاء بمهارات وكوادرها البشرية”.

وأوضحت سعادتها خلال القمة رؤيتها لدفع التنمية السياحية عالمياً خلال المرحلة المقبلة من منصبها، مع التركيز على توفير حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ لإحداث أثر سياحي مستدام على نطاق دولي، خاصة في القارة الأفريقية، بما يعزز دور السياحة كرافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومحرك لازدهار المجتمعات المحلية في الدول الأفريقية المختلفة.

وأضافت: “نحن نشهد حدثاً دولياً فريداً في القطاع السياحي تقيمه الإمارات، يجمع القادة والوزراء والمسؤولين من الإمارات والدول الأفريقية، وهو فرصة حقيقية للشراكة وتبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للاستثمار السياحي المستدام والمتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص”.

شهدت جلسات القمة نقاشات مثمرة حول مستقبل القطاع السياحي في الإمارات وأفريقيا، حيث أتيحت منصة متكاملة لتبادل الرؤى والخبرات وتسريع التحول السياحي في القارة، وتطوير نماذج جديدة للشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص، بما يسهم في تعزيز الاستثمار في البنية التحتية وتحفيز الابتكار في خدمات الضيافة والسفر وبناء منظومات سياحية مستدامة تدعم النمو الاقتصادي، إضافة إلى فرص النمو والتعاون في القطاعين الحكومي والخاص في السياحة. كما ذكرت الإحصاءات أن أفريقيا شهدت وصول نحو 74 مليون سائح في 2024 بزيادة 12% عن 2023، ما يمثل نحو 5.3% من إجمالي الرحلات الدولية البالغة نحو 1.4 مليار رحلة، وهو دليل على نمو السياحة كقوة داعمة للاستثمار الإماراتي في القارة.