تظهر مخاوف الرهاب الخلاء في تفاصيل يومية قد تبدو عادية لمعظم الناس، لكنها تشكل كابوسًا حقيقيًا لبعض الأشخاص المصابين.
ولا يعني الرهاب الخلاء الخوف من الأماكن المفتوحة فحسب، بل هو خوف من فقدان السيطرة في مكان يصعب فيه مغادرة المكان أو طلب المساعدة فيه.
لذا قد يشعر المصاب بالخطر في الأسواق، أو الحافلات، أو حتى في دور السينما.
كيف يبدأ الخوف؟
تبدأ القصة عادةً بنوبة هلع غير متوقعة، حيث يختبر الشخص تسارع نبضات القلب وصعوبة في التنفّس وإحساسًا بأنه قد يفقد وعيه أو سيطرته، وبعد انتهاء النوبة يربط الدماغ الرعب بالمكان الذي حدث فيه، فيبدأ بتجنّبه.
مع الوقت تتسع “قائمة الممنوعات” حتى تشمل مساحات أوسع من الحياة.
هنا يتحول الخوف من موقف محدد إلى خوف من الخوف نفسه — أي خوف من تكرار التجربة المرعبة، وتبدأ دائرة الرهاب الخلاء بالاتساع.
الأعراض التي ترسم ملامح الاضطراب
الأعراض ليست مجرد أعراض نفسية، بل تتجسد في الجسد: تسارع نبضات القلب، ضيق في التنفّس، دوخة، شعور بالحاجة للهروب من المكان.
وعلى مستوى السلوك، يظهر التجنّب المستمر: رفض السفر، الامتناع عن التسوّق، أو الاعتماد على شخص مرافق للخروج من المنزل.
مع الوقت قد يختار بعض المصابين البقاء في المنزل كأن الجدران هي الأمان الوحيد.
ما وراء الخوف: الأسباب المتشابكة
يتكوّن الرهاب الخلاء من خليط معقّد من الوراثة، وتجارب الحياة، وطريقة عمل الدماغ. فوجود تاريخ عائلي بالقلق يزيد احتمال الإصابة، وتؤدي التجارب الصادمة مثل نوبات الهلع المفاجئة إلى ترسيخ الخوف.
حتى التفكير المفرط بمراقبة الجسد والخوف من الإحراج أمام الآخرين قد يغذّي الاضطراب ويجعله أكثر رسوخًا.
طرق العلاج الحديثة: من المواجهة إلى التوازن
الأساس هو العلاج السلوكي المعرفي، الذي يعتمد على مواجهة المواقف المخيفة تدريجيًا تحت إشراف مختص، لإعادة تدريب الدماغ على قبول الموقف دون خوف.
وفي بعض الحالات، تُستخدم أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو القلق للمساعدة في السيطرة على الأعراض الجسدية. كذلك تساهم تقنيات مثل التنفّس العميق، وتمارين التأمل، والوعي اللحظي في تهدئة استجابات القلق.
الدعم النفسي والاجتماعي: نصف العلاج
لا يمكن للمريض أن يتعافى وهو وحده؛ يحتاج إلى بيئة آمنة تفهم أن الخوف استجابة عصبية حقيقية يصعب السيطرة عليها.
تشجيعه على الخروج خطوة بخطوة، دون ضغط أو سخرية، يساعد في بناء الثقة.
فكل خطوة خارج منطقة راحته تعتبر انتصارًا صغيرًا على الخوف وبداية لاستعادة السيطرة على الحياة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
