يعبّر النشيد الوطني عن هوية الوطن وتاريخه وحاضره، وهو يصوغ حضارته ويخلد ماضيه، ويرسم للأجيال طريق الفخر والواجب تجاه ترابه ومكتسباته وإنجازاته.
ولكل نشيد وطني قصة يتناقلها الأجيال ويرويها الحاضر والمستقبل، ولنشيد الإمارات قصة ملهمة تخلدها الأزمنة، فبنت خلال عقود قليلة معجزة حضارية، وخلقت حاضراً استثنائياً ورسمت مستقبلاً يجعلها بين أفضل دول العالم تقدماً وازدهاراً.
تعيد «الاتحاد» سرد قصة تأليف النشيد الوطني لدولتنا الحبيبة، وتستعيد تفاصيل كتابته ومعاني مفرداته، وتعيد أبطال روايته إلى الذاكرة ليذكروا أجمل ما وهبهم الوطن من شرف تخليد أسمائهم ودورهم في التعبير عن الوطن وقيادته وشعبه.
وفي حديثه للصحيفة يستحضر الدكتور عارف الشيخ تفاصيل مهمة في تأليف النشيد الوطني، مشيراً إلى أن معالي أحمد حميد الطاير، وزير الدولة المكلف بإدارة وزارة التربية والتعليم بالإنابة، كان يمر على المدارس فيجد الطلاب لا يتحدثون عند رفع العلم ويكتفون بسماع المعزوفة، فاقترح وجود نشيد يرافق المعزوفة.
أوضح الشيخ أن الوزير ناقش الأمر في مجلس الوزراء، ثم ناقش مع اللجنة العليا في الوزارة أمر كتابة النشيد الوطني، فتم ترشيحه لهذه المهمة الشريفة.
وبالفعل تسلمت رسالة رسمية بتكليفي بالقيام بالمهمة، مع شرط أن تكون الكلمات متماشية مع لحن المعزوفة، وأنجاز العمل خلال ثلاثة أيام.
أخذ الدكتور خطاب التكليف وذهب إلى بيته وقرر ألا تكون الكلمات عادية، فهو نشيد يوحد معالم سيرته وعزته، فأراد له بعداً في العمر والزمن، ووضع في اعتباره مفاهيم الاتحاد والدولة والدين واللغة والدستور، ومجدًا للدولة وقيمها، وتأكيد الولاء لها، مع ربطه بالحاضر والمستقبل.
بدأ من صباح العقد العاشر حتى الخامسة والربع مساءً يعمل، يستمع إلى معزوفة السلام الوطني ويستلهم المعاني التي حددها للنشيد، ومع مرور الوقت تبلورت لديه كلمات تعبر عن الوطن والشعب وتتماشى مع اللحن.
في اليوم التالي قدم النشيد بصوته وكلماته، وكان ذلك على شريط كاسيت حينها، وجرى عرضه أمام معالي الوزير، وفي جلسة مجلس الوزراء انعقدت وأعلن اعتماده للنشيد.
أعظم إنجاز
عند سماع النشيد يعبِّر الدكتور الشيخ عن شعور جميل لا يوصف يزداد عمقاً مع كل سماع، فالنشيد الوطني هو أعلى ما قدمه للوطن، وهو ما يثبت مكانته في الذاكرة العامة. كما يذكر أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أشاد بالنشيد في إحدى المناسبات، وهذا التقدير يظل راسخاً في نفسه. كما يرى أن نشيد «عيشي بلادي» ترسخ في ذاكرة الجميع، حتى أن الأجانب يرددونه بسهولة بسبب بساطة الكلمات وصدق المعنى، فحين تسمع النشيد يتعزز الفخر ويكبر الانتماء.
قراءة جديدة
تكشف قراءة سريعة للظروف أن سرعة التأليف المتقن تعكس سرعة نمو وازدهار الوطن، إذ تمكنت الإمارات في نحو 54 عاماً من الصعود إلى مصاف الدول المتقدمة، وتبوأت مكانة مميزة في مؤشرات التنافسية العالمية، وبرزت في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإنسانية بفضل القيادة الرشيدة والرؤية الحكيمة والإنجاز والعطاء.
تثبت الإمارات أن تقدم الأمم لا يقاس بالسنين بل بالقيادة والرؤية والإنجاز والعطاء، وأن النشيد يعكس هذه المنظومة الشاملة في صيرورة الدولة وتطورها.
شمولية
يتسم النشيد الوطني الإماراتي بالشمولية، فهو يتحدث عن الأرض والقيادة الرشيدة والشعب والتاريخ والجغرافيا، ويدعو إلى مشاركة المقيمين على هذه الأرض في العمل والإخلاص والولاء، ويؤكد قيم أصيلة قامت عليها الدولة ووجب على المقيمين الأخذ بها كجزء من نسيج الوطن ولُحمته، ليظلَّ الوطن قوياً ومتماسكاً نحو حاضرٍ ومُشرق للمستقبل، بلغة عربية بسيطة وواضحة تعزز الانتماء وتوثّق العلاقات بين الجميع.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
