الجامع الأزهر يشهد إحتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نظم الجامع أمسية دينية جديدة بعنوان: «تحنثه ﷺ وإشراقات النبوة»، حاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، وشارك فيها القارئ الشيخ محمد سالم عامر، والمبتهل الشيخ محمد علاء السباعي، فيما أدارها الإعلامي أبو بكر عبد المعطي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

استعرض الدكتور الهدهد في كلمته إرهاصات النبوة التي سبقت البعثة، مؤكدًا أنها كانت إعدادًا ربانيًّا للنبي محمد ﷺ لحمل الرسالة الخاتمة، حيث بدأت بـ«الرؤيا الصادقة» التي كانت تقع مثل فلق الصبح، ثم بحب الخلاء والتعبد في غار حراء أيامًا متتابعة، يتأمل الكعبة المشرفة ويتهيأ بعين الله لحمل «القول الثقيل».

وأوضح أن خلوة النبي ﷺ لم تكن اجتهادًا بشريًّا وإنما إعدادًا إلهيًّا لمواجهة تحديات الدعوة ومعاندة قريش، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾. وأضاف أن الخلوة وقيام الليل يمثلان زادًا روحيًّا للمؤمن في مواجهة الابتلاءات، ومدرسة إيمانية يتزود منها بالطاعة والسكينة.

كما لفت فضيلته إلى أن طهارة نسب النبي ﷺ كانت من أبرز إرهاصات النبوة، إذ اصطفاه الله من أطهر البيوت وأكرم السلالات ليكون مولده بداية حضارة إنسانية خالدة، مشيرًا إلى قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾، وهو تكريم إلهي للنبي ﷺ بأن يقترن اسمه بصفات من أسماء الله الحسنى.

وبيّن الدكتور الهدهد أن قيام الليل كان امتدادًا طبيعيًّا لخلوة النبي ﷺ قبل البعثة، حيث وصفه القرآن الكريم بأنه زاد للروح وقوة للعزيمة: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾، مؤكدًا أن قيام الليل والخلوة مع الله سبيل كل مؤمن يريد الثبات أمام التحديات.

وفي ختام الأمسية، أكد الإعلامي أبو بكر عبد المعطي أن إحياء ذكرى المولد النبوي يعيد الأمة إلى رسالة نبيها ﷺ الذي أرسله الله رحمة للعالمين، داعيًا إلى أن يكون الاحتفاء بالمولد تجديدًا للعهد على الاقتداء بسنته في الأخلاق والمعاملات والسلوك.