اخبار / مصر اليوم

ضحايا الجوع تحت القصف.. معاناة النازحين "تتفاقم في غزة"

يعمل جيش الاحتلال حاليًا على تضييق الخناق حول النازحين المكدسين في مدينة غزة، باستخدام التجويع والقصف؛ لإجبارهم على النزوح القسري من المنطقة مجددًا، قبل اجتياحها والاستيلاء عليها.

وكان صبحي محمد عصفور وصل إلى شمال غزة بحثًا عن الطعام والمأوى والأمل، لكن بدلًا من ذلك يعيش هو وعائلته في حالة من الجوع والرعب، إذ تهدد أوامر التهجير الإسرائيلية بإجبارهم على النزوح للمرة السابعة منذ بدء الحرب.

وقال عصفور (46 عامًا)، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، في مقابلة هاتفية أمس الأول الجمعة: "جئت إلى غرب غزة بحثًا عن مكان لإقامة خيمة، لكن ليس لديّ مال"، مشيرًا إلى أن نقل عائلته من المنطقة، كما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين، سيكلف 500 دولار أو أكثر.

وشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على مدينة غزة، بعد إعلانه بدء المرحلة الأولى من هجومه البري المخطط له، وتحت وطأة القصف لا يعرف "عصفور" كيف يعتني بزوجته وأطفاله الأربعة وأخته ووالديه، قائلًا: "أخشى على أطفالي، لكن أين أذهب؟ لا مكان ولا أمان".

ويبحث عصفور عن ملجأ، ويعيش وسط الغارات الجوية والحرمان المتزايد، بعد إعلان المجاعة في شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، أمس الأول الجمعة، من قبل السلطة الرائدة في العالم بشأن الجوع.

وأفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة "عالقون في المجاعة"، مع تزايد الوفيات الناجمة عن الجوع في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني، في ظل أزمة متصاعدة في ظل العدوان الإسرائيلي والقيود المفروضة على المساعدات، وأضاف أنه من المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 640 ألف شخص بحلول نهاية سبتمبر.

واشتدت أزمة الجوع في غزة بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا يمنع دخول الغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى إلى القطاع في 2 مارس الماضي، وبينما رفعت الحصار في مايو لم تسمح إلا بدخول كميات ضئيلة من المساعدات لأسابيع بعد ذلك.

وفي حر الصيف، يشبه الهواء داخل خيمة كريم حمدان المهترئة على ساحل مدينة غزة بالنار، ويقضي أيامه باحثًا عن الماء، وفي الليل ينام في الشارع تحت سماء تحيط بها طائرات مسيرة.

يقول صاحب المتجر البالغ من العمر 52 عامًا، الذي نزح تسع مرات حتى الآن، لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه لم يعد هناك مساحة في ذهنه للتفكير فيما سيفعله إذا أجبرته إسرائيل على الرحيل مرة أخرى.

قال حمدان: "أولًا، ليس لدينا المال الكافي للنزوح.. لن نتمكن من التنقل.. كيف سأرتب أموري؟ كيف سأتمكن من المشي؟".

ومثل مليون شخص يعيشون في مدينة غزة، التي أصبحت بالفعل مكتظة بالنازحين من أماكن أخرى، لا يستطيع حمدان أن يتصور ما بقى لعائلته المكونة من 8 أفراد.

 وبحسب الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 90 % من أراضي غزة أصبحت ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية، أو تخضع لأوامر التهجير القسري.

ويتركز بالفعل جزء كبير من بقية سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي مزدحم في جنوب القطاع، والمكان الوحيد المتبقي الذي يلجأ إليه الفلسطينيون الفارون من مدينة غزة.

قال حمدان: "لا ندري إلى أين سنذهب.. سنتوقف إن وجدنا شيئًا على الطريق البحري، أو في الشارع، أو في أي مكان خال".

والعديد من الفلسطينيين ضعفاء للغاية، أو فقراء للغاية، أو ببساطة غير راغبين في اقتلاع جذورهم مرة أخرى، وهم يدركون أن المكان الوحيد الذي تركته لهم إسرائيل مكتظ بالفعل ويفتقر إلى الموارد.

قال كريس ماكنتوش، من منظمة أوكسفام في غزة، إن النزوح سيفاقم كارثة إنسانية، وأضاف: "سيُجبَر مئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء على النزوح إلى تلك المناطق المكتظة أصلًا، والبحث عن الطعام والنضال من أجل الموارد المتناقصة".

والقصف الإسرائيلي المكثف على الضواحي الشرقية لمدينة غزة أجبر الآلاف بالفعل على النزوح، وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 16 ألف شخص نزحوا إلى الجنوب والغرب بين 12 و20 أغسطس.

ومع عدم وجود خيارات جيدة وإحجامهم عن المغادرة مرة أخرى، بقي معظم الفلسطينيين حتى الآن في مدينة غزة، ويرى الكثيرون أن محاولة إجبارهم على النزوح جنوبًا جزء من خطة إسرائيلية، لطردهم نهائيًا.

وقال سكان مدينة غزة إنهم يعرفون أن منطقتي المواصي ودير البلح الجنوبيتين كانتا ممتلئتين بالفعل بما يفوق طاقتهما، وأوضح آخرون أن استئجار مركبة لنقل خيمة جنوبًا سيكلف ما بين 300 و400 دولار، وحتى في هذه الحالة، سيتوجب عليهم إيجاد بقعة أرض لم تؤخذ بعد، فيما تمسك البعض بأمل أن تقبل إسرائيل باتفاق لوقف إطلاق النار، قبل أن تصل إليهم الهجمات.

حنين دحلان، البالغة من العمر 37 عامًا، من سكان المدينة، قالت في البداية إنها وزوجها وطفليها سيبقون هناك مهما كلف الأمر، وكان تركيزها منصبًا على الجوع الذي تعانيه، فقد مرت 3 أسابيع منذ آخر وجبة طعام كاملة، كما قالت، وهي تتوسل للحصول على الدواء، مضيفة: "ليس لدينا مكان آخر".

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا