الامارات / الامارات نيوز

الكمال الافتراضي: جمال مزيف يشير إلى 11 ضرراً نفسياً واجتماعياً

انتشار مرشحات الصور وتأثيرها على الجمال والنجاح

تنتشر مرشحات الصور في تطبيقات التواصل الاجتماعي وتفرض صورة مثالية مطابقة للمفهوم الرقمي للجمال، فتتحول النظرة إلى الذات إلى معيار يقيسها الآخرون من خلال الصورة قبل الكلام. يؤكد مختصون أن الصورة صارت تختصر قيمة الإنسان وتغلغلت هذه الفلاتر في تفاصيل حياتنا اليومية، فغيرت مفاهيم الجمال والثقة بالنفس لدى فئات كثيرة لا تتمتع بوعي كافٍ حول آثارها المدمرة على الصحة النفسية.

يقولون إن الفلاتر لم تعد مجرد أداة ترفيه بسيطة، بل صارت معياراً خفياً للحكم على الذات والآخرين، فتخلق جيلاً يعيش بين صورتين: واقعية وأخرى رقمية مثالية، وهو ما يُطلقون عليه متلازمة الوجه المثالي. مع تزايد الاعتماد على النسخ المحسنة، يزداد الخلط بين الواقع والصورة الرقمية وتُفقد الثقة بالنفس قيمة الملامح الحقيقية.

أثر الفلاتر على الصحة النفسية والمجتمع

تشير الدراسات إلى أن الإفراط في استخدام مرشحات الصور المحسنة قد يسبب ضعف الثقة بالنفس، وعدم الرضا عن المظهر الواقعي، واضطراب صورة الجسد نتيجة المقارنة المستمرة مع الصورة المعدلة. كما يزداد القلق والاكتئاب عندما يسعى الشخص إلى مظهر غير واقعي، وتتشوه معايير الجمال في المجتمع وتؤكد صورة اصطناعية قيم الجمال على حساب التنوع الحقيقي. وتظهر آثار سلبية على التفاعل الواقعي والخوف من الظهور الطبيعي أمام الآخرين، وتنتقل هذه الرسائل أيضاً إلى الأطفال فتتزايد مفاهيم غير صحية عن الجمال منذ الصغر، وتزداد حالات الانطواء والاكتئاب.

يؤكد خبراء أنها ليست مجرد لعبة مرح، بل ظاهرة تؤثر في الصحة النفسية والجمالية، خاصة بين المراهقين والفتيات اللاتي يختبرن ضغوطاً اجتماعية لجعل ملامحهن مطابقة لتلك النسخ المحسنة. ترتبط هذه الظاهرة بتغير مفهوم الجمال وتآكل التنوع الطبيعي، ما يخلق ضغطاً كبيراً على النساء والفتيات لاظهار مظهر مثالي باستمرار.

أدوار النساء والرجال في مواجهة الظاهرة وتخفيف أثرها

يشير بعض الأطباء إلى أن الطلب المتزايد من بعض النساء والرجال لإجراء تغييرات تجميلية ليشبهوا وجوههم في الصور المعدلة يعكس تأثيراً اجتماعياً وثقافياً عميقاً. فبين تصغير الأنف وتكبير الشفاه وتصفية البشرة ودمج ملامح أقرب إلى الكمال المصطنع، تتساقط قيم التنوع ويقل الوعي بأن الملامح الأصلية هي ما يميز الإنسان. كما يوضح أطباء التجميل أن الزحف نحو التقنيات التجميلية أحياناً يتحول إلى هوس يهدف إلى سد فجوة الثقة الناتجة عن المقارنات الرقمية، وهو ما يضاعف الضغوط على الفتيات والنساء في الظهور بمظهر مثالي طوال الوقت.

وتؤكد خبيرة اجتماعية أن وسائل التواصل تزيد من هذه الأزمة لأنها تكافئ المظهر المثالي وتمنح القبول بناءً على عدد الإعجابات والمتابعات، لذا فإن الصورة المفلترة تتحول إلى جائزة للقبول الاجتماعي وليس مجرد تعديل بصري. كما تقترح أن تكون هناك جائزة تشجيعية للمحتوى الذي يعبر عن تقبل الذات بغض النظر عن الشكل، وتدعو المدارس والجهات التربوية لدمج موضوعات الوعي الرقمي والصورة الواقعية للنفس في برامج التثقيف النفسي.

الحلول الأساسية لتجنب أضرار الفلاتر

اتفق المختصون على أربع حلول رئيسية: تعزيز الثقة بالنفس وتقبل الذات ونشر محتوى إيجابي على وسائل التواصل، إضافة إلى توعية الأسر والمراهقين بخطورة الفلاتر التي تغير الملامح، وتشجيع القدوات الواقعية التي تظهر مظهرها الطبيعي دون مبالغة.

الأسرة الإيجابية ودورها في التوعية

تؤكد هيئة دبي لرعاية النساء والأطفال أن برنامج «الأسرة الإيجابية» يهدف إلى تعزيز أواصر التواصل والحوار بين أفراد الأسرة، خصوصاً بين الآباء والأبناء، ليكون الأساس نواة لحماية الأبناء من الانزلاق في هذه الظواهر وتوعيتهم بضرورة تقبل الذات وبناء أسر أكثر سعادة وتماسكاً. وتوضح أن الأسرة الإيجابية تشكل الضمانة لمستقبل مزدهر وتدعم نمو الأطفال وأسرهم بناءً على نتائج علم النفس وعلم الأعصاب، مع جلسات تدريبية لتعزيز مهارات التواصل والتعامل مع التحديات السلوكية، ومن بينها الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديل الرقمي.

وتشير مستشارة نفسية وأسرية إلى أن الإفراط في استخدام فلاتر الصور التي تعزز الجمال بشكل غير واقعي يحمل آثاراً نفسية واجتماعية خطيرة، خصوصاً لدى المراهقين والفتيات، وتروي حالات لفتاة أرسلت صورة محسنّة لأهل العريس فحضروا وتفاجأوا بالاختلاف عن الصورة فانهارت دائرة الخطبة، وحالة لامرأة تواظب على النشر بالفلتر فتغطي وجهها عندما تكون بين الناس كي لا يتعرفوا عليها ويكشفوا الفرق بين شكلها الحقيقي والصورة المحسنة.

التنوع والجمال الحقيقي في المجتمع

يؤكد أخصائي التجميل أن الطلب على تغييرات تجميلية ليُشبه الوجه المحسّن بالفلتر ليس مجرد مسألة نفسية فحسب، بل له تبعات اجتماعية وثقافية. فالوجوه المتماثلة تقلل من التنوع الطبيعي وتخلق معايير جديدة للجمال لا علاقة لها بالواقع، وتضغط على الفتيات والنساء للظهور بمظهر مثالي دائماً. وتضيف خبيرة مجتمعية أن وسائل الإعلام الاجتماعي تعزز المظهر المثالي وتكافئه، لذا قد يستقر الاعتقاد الخاطئ بأن قيمة الشخص تقاس بعدد الإعجابات والتشابه مع الجمال الشائع، ما يجعل جهود تقبل الذات أمراً ضرورياً في المدارس والمجتمع.

ختام وتتبع واقعي للهدف المجتمعي

تؤكد الدراسات أن الحل ليس بحظر الفلاتر وإنما بتطوير أدوات رقمية أكثر شمولاً وعدالة تعكس تنوع الهويات والثقافات، إضافة إلى رفع الوعي الرقمي بين المستخدمين وتوجيههم لاستخدام الصور بشكل واعٍ. كما تُشدد الدعوات على إدراج مواضيع الإعلام الرقمي والصورة الذاتية الواقعية ضمن المناهج التثقيفية، وتفعيل دور الأسرة والمجتمع في تعليم الأطفال أن الجمال الحقيقي يقاس بالاحترام للنفس والتقبل الذاتي وبأن الصور المتداولة على الإنترنت ليست دائماً واقعية.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا