يُعيد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صياغة مفهوم العمل الإنساني ليصبح وقفاً مؤسسياً تنموياً يضمن ديمومة العطاء ويؤسس لمصادر دخل ثابتة لدعم التعليم والصحة ومبادرات التنمية حول العالم.

مفهوم الوقف المؤسسي وأهدافه

يرتكز هذا النهج على تحويل العمل الخيري إلى استثمار في الإنسان، عبر وقف يموّل مشاريع تعليمية وصحية وفق تخطيط مالي وإدارة حديثة، لضمان استدامة التمويل وتوسيع أثر العطاء عبر الأجيال وبين الدول.

دبي كنموذج يجمع التنمية الاقتصادية والإنسانية

يبرز هذا النهج أن دبي أصبحت نموذجاً يدمج التنمية الاقتصادية مع الإنسانية، حيث تتحول مبادرات العطاء إلى مشروع حضاري مؤسسي يترك أثره محلياً وعالمياً.

تفاصيل المشروع الوقفي

يتضمن المشروع وقفاً بقيمة 4.7 مليارات درهم تُصرف عوائدها لدعم الصحة والتعليم حول العالم، ضمن مبادرات محمد بن راشد الإنسانية العالمية والرؤية الإستراتيجية لبناء مستقبل مستدام للبشرية.

ويشتمل على مستشفى بطاقة استيعابية تصل إلى 90 ألف مراجع سنوياً، إضافة إلى جامعة طبية ومدارس تستوعب أكثر من 5000 طالب، ومباني سكنية تضم 2000 وحدة، وبوليفارد ومحال تجارية وقفية تدر دخلاً ثابتاً يضمن استدامة تمويل هذه المشاريع.

أثر الوقف وأهميته

تسير عوائد الوقف نحو تعزيز التعليم والصحة، فالتعليم يوفر فرص تعليمية متكافئة في العالم ويؤمن أجيالاً تعرف وتملك المهارات، كما يسهم في نشر العلم والمعرفة ثقافة وتنمية. وفي الصحة، يقدم المستشفى خدمات طبية متقدمة على المستويين المحلي والعالمي، مما يعزز مكانة دبي كمركز طبي وإنساني إقليمي. كما يواكب ذلك توجيه جزء من العوائد لدعم مبادرات الرعاية الصحية في الدول المحتاجة، امتداداً للرسالة الإنسانية الإماراتية.

دور مبادرات محمد بن راشد العالمية

تشكـل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية اليوم أكبر منظومة إنسانية في المنطقة، وتضم أكثر من 35 مبادرة ومؤسسة تعمل في الإغاثة والتعليم والصحة وتمكين المجتمعات. سيضيف المشروع الوقفي الجديد بعداً نوعياً لهذه المنظومة من خلال إرساء مفهوم الاستدامة المالية للمشاريع الإنسانية، ونقل الوقف من الإطار المحلي إلى البعد الدولي، وجعل دبي نموذجاً يجمع بين التنمية الاقتصادية والإنسانية، كما يعزز مشاركة القطاع الخاص كجزء من التنمية الإنسانية.

ختام وتوجيهات عامة

تؤكد الرؤية أن الإمارات دولة تصنع الأمل وتبني المستقبل عبر العطاء والابتكار الإنساني، وتؤسس لثقافة المجتمع والاقتصاد التشاركي بحيث يساهم الجميع في التنمية الإنسانية.