الامارات / الامارات نيوز

مدير عام الأكاديمية الحكومية لـ«الاتحاد»: تمكين القادة.. أضخم استثمار لحكومات المستقبل

أكد الدكتور ياسر النقبي أن حكومة أبوظبي تميّزت عبر مراحل تطورها بسلسلة من التحولات الاستراتيجية تعكس التزامها برسم ملامح حكومات المستقبل. وانطلاقاً من إيمانها بأن القيادات الحكومية هي المحرك الرئيسي للتطوير المستمر وحجر الأساس لأي تحول نوعي، حرصت الحكومة على تمكين القادة والاستثمار في طاقاتهم وقدراتهم، باعتبار ذلك القاعدة الراسخة التي تنطلق منها نحو المستقبل.

في عالم تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي، وتتعاظم التحولات الاقتصادية العالمية، والتغيرات المناخية والاجتماعية، أصبح تمكين القيادات الحكومية أولوية استراتيجية لا غنى عنها. فالقائد المُمكّن ليس مجرد مدير أو رئيس تنفيذي، بل هو عقل مفكّر يواجه التحديات ومبتكر يخلق الحلول والفرص، وشريك فاعل في عملية التغيير. ويُعتبر القائد المُمكّن ركيزة أساسية في رسم وصناعة القرارات الاستراتيجية التي تُعيد تصميم العمل الحكومي وتحسّن الأداء، بما يواكب الحاضر ويستشرف المستقبل.

ويُعتبر العنصر الحاسم والدليل الحقيقي لأي تحول ناجح هو القادة الذين يمتلكون الرؤية ويمنحون الثقة والتمكين لاتخاذ القرار وتحويل التحديات إلى فرص وبناء منظومات أكثر استعداداً وقدرة على مواجهة استحقاقات المستقبل.

وتابع: أثبتت التجارب الحكومية التي مرت بمراحل التطور والتغير والنضج المستدامة أن الاستثمار في الإنسان يبقى العنصر الأكثر جدوى على المدى الطويل. فالحكومات التي ساهمت في ازدهار الدول بالقرن 21 لم تكن تمتلك أكبر الموارد أو أضخم الاقتصادات فحسب، بل أدركت بشكل مبكّر أهمية إعداد قيادات قادرة على مواجهة التحديات، وإدارة الموارد المتاحة، وخلق الفرص للابتكار، وبناء الثقة مع مجتمعاتها.

وهنا تبرز إمارة أبوظبي كنموذج عالمي رائد في العمل الحكومي، حيث لم تكتف بتبنّي أحدث تقنيات التكنولوجيا الناشئة، والسياسات الداعمة للنمو والازدهار، بل قامت وبشكل فعّال بتمكين القيادات الحكومية كأحد المحاور الرئيسية لمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، مما عزّز مكانتها العالمية ضمن حكومات العالم الأكثر تقدماً وتطوراً.

وأشار الدكتور النقبي إلى أن تمكين القيادات الحكومية يعني تطوير وتحسين مهاراتهم لتجعلهم قادرين على الابتكار، واتخاذ القرارات، والتعامل مع التحديات. وهو في الوقت ذاته يُحمّله المسؤولية، فكلما ارتفع مستوى التمكين ازدادت معه متطلبات المساءلة والشفافية، وبذلك نَصنع قادة يُحتذى بهم، ونبني جهات حكومية أكثر مرونة لمواجهة التحديات.

وأضاف: تطوير مهارات القيادات ومواهب المستقبل له أثر واضح على مستويات العمل الحكومي. ففي حكومة أبوظبي يشعر القادة بأنهم شركاء حقيقيون في صنع القرار، وهم الأكثر إبداعاً، والأكثر قدرة على تحفيز فرقهم، والأكثر استعداداً للتعامل مع التحديات. كما يساهم التمكين الفعلي في ترسيخ ثقافة مؤسسية صحية، فالمتمكنون يربطون الخبرة بالتعلم المستمر والاستجابة السريعة للتحديات واستشراف المستقبل بدلاً من انتظار متطلباته.

جيل جديد

ليس تمكين القادة هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة لإعداد جيل جديد من القادة القادرين على صنع نقلة نوعية وملموسة. فالقائد المُمكَّن بطبيعته يميل إلى مشاركة المعرفة وتوجيه الزملاء وتدريب الموظفين. وتخلق هذه الممارسات مساراً مستداماً يحافظ على استمرارية التميّز المؤسسي والتشغيلي على مستوى المنظومة الحكومية ككل. وهذا ما تحتاجه الحكومات في المراحل المقبلة، خاصة ونحن نسير نحو أن تصبح أبوظبي أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي.

واستطرد الدكتور النقبي بأن حكومة أبوظبي أطلقت مبادرات تعكس هذا النهج والتوجه في تمكين قيادات المستقبل، ويأتي برنامج «الجدارة» لتطوير القيادات كأحد أبرز المشاريع العملية. يهدف البرنامج إلى إعداد نخبة من القيادات الحكومية القادرة على مواجهة تحديات الغد عبر التطبيق العملي للمهارات والتعلّم والنمو الشخصي ورحلات التعلّم الدولية. يجسّد البرنامج رؤية حكومة أبوظبي في الاستثمار الرئيسي في رأس المال البشري. هذا البرنامج لا يُخرّج موظفين فحسب، بل يصقل شخصيات قيادية فعالة تحمل على عاتقها مسؤولية خدمة حكومة أبوظبي وأفراد المجتمع.

وأكد الدكتور النقبي أن التمكين ليس خياراً إدارياً بل استثمار في مستقبلنا المشترك. التمكين الفعلي هو ما يضمن نجاح الخطط والركيزة التي تُبنى عليها استراتيجيات الغد. وتقدّم حكومة أبوظبي برؤيتها الاستشرافية نموذجاً عالمياً في الجمع بين الطموح التكنولوجي وتمكين المواهب والقيادات وبين التحوّل الرقمي ورأس المال البشري وبين التخطيط للمستقبل واستراتيجيات الحاضر.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا