الارشيف / عرب وعالم / نبض

وبدأت أزمة كل شيء.. يبدو أن عصرا مظلما جديدا قد اقترب

وبدأت أزمة كل شيء.. يبدو أن عصرا مظلما جديدا قد اقترب

إن انهيار الحضارات في تاريخ البشرية ظاهرة منتظمة وطبيعية فيما يبدو، وانهيار الإمبراطورية الرومانية لم تكن الكارثة الأكبر في التاريخ.

ففي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفيما يسمى بـ "كارثة العصر البرونزي"، اختفى عدد من الحضارات في الشرق الأوسط وخارجه، وخلت مناطق واسعة من السكان، وحدث تراجع كبير في العلوم والتكنولوجيا، وصولا إلى فقدان طرق الكتابة المعروفة لدى بعض الشعوب المتقدمة آنذاك.

وهناك أسباب كثيرة تجعلنا نعتقد أننا الآن بصدد الدخول تدريجيا في مثل هذه الأزمة، التي ستكون هي الأكبر في تاريخ البشرية جمعاء.

1- من المرجح أن الأزمة الاقتصادية هي الأكبر في تاريخ البشرية، لكنها بالمقارنة مع الأزمات الأخرى الأقل أهمية والأقصر، وقد وصفت الجوانب والتداعيات الرئيسية لانهيار الاقتصاد العالمي في مقال سابق.

وخلال الانهيار الاقتصادي، ستواجه العديد من الدول والأقاليم نقصا في الموارد الحيوية: الغذاء والطاقة. بمعنى أنه سيصبح من المستحيل في هذه المناطق الحفاظ على الكثافة السكانية الراهنة، وسيتبع ذلك أعمال شغب وحروب ومجاعات وانهيار لدول وهجرة جماعية لعدة عقود على الأقل.

2- تبدل الدول الهيمنة العالمية (الولايات المتحدة الأمريكية)، وتبدل الحضارة المهيمنة (الأوروبية)، وتغيير العرق المهيمن (الأبيض)، والقارة المهيمنة.

وسيؤدي كل من هذه التغيرات الجيوسياسية التاريخية إلى إعادة توزيع الموارد، تغيرات في التدفقات التجارية، وإعادة هيكلة التقسيم العالمي للعمل، وهجرات ضخمة، وحروب وغيرها من العواقب المماثلة.

3- أزمة العلوم والموارد

لطالما كان التقدم الاقتصادي، طوال تاريخ الحضارة الإنسانية، مصحوبا بزيادة في استهلاك الموارد، وفي المقام الأول: الطاقة. ونحن ندخل الآن في فترة نقص كبير في العديد من الموارد على أقل تقدير، وارتفاع كبير في تكاليفها، بمعنى أن الاتجاه قد ينعكس للمرة الأولى.

وليست تلك أزمة موارد بقدر ما هي أزمة في العلوم، لأنه مع كل ثورة علمية وتكنولوجية، كان الإنسان يحصل على موارد وفيرة على الكوكب، لم تكن متوفرة على المستوى التكنولوجي السابق.

الآن أصبحت المشكلة أننا نستنفد الموارد السابقة قبل أن تتمكن البشرية من اكتشاف مصادر جديدة للطاقة، وما يسمى بـ "التحول الأخضر" ليس سوى تقليد للثورة التكنولوجية، ومحاولة لإلباس أنواع غير فعالة وباهظة الثمن من الطاقة ثوب الثورية التكنولوجية.

وندرة الموارد وارتفاع تكلفتها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، والصراع على الموارد سيؤدي إلى حروب.

4- أزمة الأخلاق والدين، وشيخوخة الكود الثقافي، وفقدان المجتمع لإرادة العيش.

لقد فقد جزء كبير من البشرية هويته الدينية السابقة، وهو اتجاه آخذ في التوسع. وعمليات التدمير الذاتي تكتسب قوة، بدءا من الانحراف الجنسي مرورا بمذاهب المتعة بأي ثمن، وانتهاء بفقدان المجتمعات القدرة على الدفاع عن النفس والتكاثر الذاتي. وقد ناقشت أسباب وأنماط هذه العملية في هذا المقال.

أي أن جزءا كبيرا من البشرية قد اقترب من مرحلة تغيير الكود الثقافي، وستتغير خريطة الحضارات بشكل كبير خلال 50-100 عام.

5- الأزمة السياسية: أزمة الديمقراطية كنموذج للبشرية جمعاء لبعض الوقت. وهو أمر تافه مقارنة بالأزمات الأخرى، لكنه يساهم في زعزعة الاستقرار بشكل عام.

6- الهجرة الكبرى الجديدة للشعوب.

هي نتيجة وسيطة لأزمات أخرى، لكنها قادرة في حد ذاتها على تدمير بعض الدول والشعوب.

7- وأخيرا، الأزمة الأهم والأخطر: الأزمة الديموغرافية.

لقد حدثت أزمات ديموغرافية عبر التاريخ بحيث انخفض عدد سكان بلد معين بمقدار الثلث أو حتى النصف نتيجة للحروب أو الأوبئة. ومع ذلك، نما عدد السكان مرة أخرى، وتم الحفاظ على الحضارة.

إلا أن الأمر هذه المرة جد مختلف. فقد دخلت معظم دول العالم المتقدم مرحلة من الانخفاض السكاني المستمر ذاتيا. وأود التأكيد هنا على فكرة المستمر ذاتيا، أي أنه، وفي ظل الظروف الراهنة، مستمر إلى ما لا نهاية.

ولكي يتمكن المجتمع من الحفاظ على عدد سكانه عند نفس المستوى، يجب أن يكون معدل المواليد هو 2.1 طفل لكل امرأة. والآن تبلغ قيمة هذا المعامل بكوريا الجنوبية 0.9، وفي ألمانيا 1.5، وفي اليابان 1.3، وفي روسيا 1.5، وفي الصين 1.2، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 1.7.

علاوة على ذلك، فإن معدل المواليد آخذ في الانخفاض في كل مكان، حيث انخفض بالفعل في الهند إلى 2، وهو آخذ في الانخفاض في معظم الدول الآسيوية، وستصل إلى نفس الوضع قريبا. ولم يتبق في العالم سوى منطقتين لا يزال عدد السكان فيهما ينمو: الدول العربية وإفريقيا السوداء، ولكن حتى هناك، يتناقص معدل المواليد بسرعة ومن المرجح أن ينخفض، لأن هذه المناطق تتبع مسار المناطق الأكثر تقدما بالتحضر وتوسيع الضمانات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية الشاملة هناك. على سبيل المثال، يبلغ معدل المواليد في الإمارات 1.4، وفي قطر والبحرين 1.8، وفي تونس ولبنان والكويت 2، وفي المغرب 2.2، وفي المملكة العربية السعودية 2.3، لكن، وفي غضون جيل واحد أو أقل، ستشهد معظم الدول العربية هي الأخرى نقصا في تعداد السكان.

الملخص هو أن عددا كبيرا من الأطفال في الأسرة والنمو الديموغرافي يحدث فقط في حالتين: الأولى، في حالة الحياة الفقيرة والقاسية للغاية، مع ارتفاع معدل الوفيات، لا سيما وفيات الرضع والأطفال،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.