عيون إسرائيل" التي لم يستمع أحد إلى تحذيراتها
"عيون إسرائيل" التي لم يستمع أحد إلى تحذيراتها
قبل 6 دقيقة
هؤلاء المجندات يُعرَفن بعيون إسرائيل على الحدود مع غزة
على مدى سنوات، ظلت وحدات من المجندات الشابات تضطلع بمهمة واحدة هنا، وهي الجلوس لساعات في قواعد مراقبة، ورصْد ما يشير إلى أي شيء مريب
وفي الشهور التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنّته حماس، بدأت المجندات يرصدن أشياءً من قبيل: تدريب على المداهمة، وعلى عمليات اختطاف، فضلا عن قيام مزارعين بتصرفات غريبة على الجانب الآخر من السياج الحدودي مع قطاع غزة
تقول نوا، وليس هذا اسمها الحقيقي، إن هؤلاء المجندات كنّ يرفعن معلومات بشأن ما يرصدن للاستخبارات ولضباط ذوي رُتب أعلى، بينما لم يكن بأيديهن عمل أكثر من ذلك
وتقول نوا: "لم نكن أكثر من مجرد عيون"
كان واضحا لبعض من هؤلاء المجندات أن حماس تخطط لشيء كبير وأنه كان هناك، على حد تعبير نوا، "بالونا يوشك على الانفجار"
ونعرض هنا حديثا أجرته بي بي سي مع هؤلاء المجندات عمّا رصدن من تصعيد لأنشطة مريبة، وعن التقارير المعلوماتية التي رفعْنها إلى الضباط الأعلى رتبة في الجيش الإسرائيلي، وعما رصدن كذلك من عدم اكتراث من جانب هؤلاء الضباط
واطلعت بي بي سي على رسائل عبر الواتساب كانت أرسلتْها هؤلاء المجندات في الأشهر السابقة لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقد رصدن فيها حوادث على الحدود. وكانت المجندات تتخوّفن ممّن ستكون منهن في الخدمة عندما يقع الهجوم المحتوم
هؤلاء المجندات لم يكن الوحيدات ممن دقّوا ناقوس الخطر. ومع جمع المزيد من الشهادات، يتعالى الغضب داخل الدولة الإسرائيلية وتثار تساؤلات عن ردة فعل هذا الغضب
وأجرت بي بي سي أحاديث مع العائلات التي فقدت بناتها، ومع خبراء ممن رأوا في استجابة الجيش الإسرائيلي لتقارير هؤلاء المجندات جانباً من فشل استخباراتي
ورفض الجيش الإسرائيلي الرد على أسئلة بي بي سي، قائلا إنه الآن "بصدد التركيز على التخلص من التهديد الذي تمثله منظمة حماس الإرهابية"
وقالت قيادية سابقة بإحدى النقاط الحدودية لبي بي سي: "المشكلة هي أنهم لا يَصِلون بين النقاط"، ولو أنهم فعلوا لأدركوا أن حماس كانت تخطط لشيء غير مسبوق
شاي أشرم أحبت أن تكون جندية، كما يقول أبوها
شاي أشرم، 19 عاما، كانت إحدى المجندات اللاتي صادف يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وجودهن في الخدمة
وفي مكالمة هاتفية مع عائلتها، حيث تمكن أفراد العائلة من سماع إطلاق الرصاص يدوّي صداه في خلفية المكالمة، قالت شاي إنه كان هناك "إرهابيون في القاعدة العسكرية وإن حدثا كبيرا حقيقيا يوشك أن يقع"
ولقيت شاي أشرم مصرعها، بين أكثر من عشرة مجندات كنّ في قاعدة المراقبة، بينما أُخذت أخريات كرهائن
وما أن بدأت حماس تهاجم قاعدة ناحال عوز، على مسافة نحو كيلومتر من الحدود مع غزة، حتى بدأت المجندات في القاعدة تودّع إحداهن الأخرى عبر تطبيق واتساب
لم تكن نوا في الخدمة حينها، وكانت تقرأ الرسائل عبر الواتساب من المنزل. وتذكرت حينها ما كُن يتخوّفن منه من قبل "وقد وقع بالفعل"
وبسبب مواقع تلك القواعد، على مقربة من السياج الحدودي، كانت المجندات في تلك الوحدات بين أوائل الإسرائيليين الذين توّصل إليهم مقاتلو حماس بعد خروجهم من غزة
"وظيفتنا حماية كل السكان" تجلس المجندات داخل غرف قريبة من الحدود، يحدّقن لساعات كل يوم في مراقبة مباشرة مصوّرَة بكاميرات المراقبة المثبتة بدورها على طول السياج المزوّد بتقنية عالية، وثمة بالونات تحلّق في سماء غزة
وثمة عدد من هذه الوحدات على مقربة من السياج الحدودي مع غزة، فضلا عن وحدات أخرى في مواقع مختلفة على طول الحدود الإسرائيلية
وكل مَن يضطلع بهذه الخدمة المحددة هن المجندات الشابات، اللاتي تتراوح أعمارهن حول سن العشرين. ولا يحملن بنادق
وفي أوقات الفراغ، تقبل هؤلاء الشابات على الرقص كروتين يومي، كما يقمن بالطهي معا، وبمشاهدة البرامج التليفزيونية
وبالنسبة للكثيرات منهن، تقدّم تجربة أداء الخدمة العسكرية فرصة للعيش لأول مرة بعيدا عن العائلة، وتكوين روابط أخوية جديدة
لكنهن أخذن على عاتقهن تحمّل المسؤولية بجدية، على حد تعبيرهن
وتقول نوا: "وظيفتنا حماية كل السكان. نتحمل مهمة بالغة الصعوبة، إذ يتعين عليك أن تجلسي طوال ساعات المناوبة دون أن تطْرف عينك لحظة. عليك أن تبقي منتبهة"
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي تقريرا بقوائم تضم قواعد المراقبة على الحدود، جنبا إلى جنب مع وحدات من استخبارات النخبة الإسرائيلية. ووصف التقرير تلك الوحدات بأنها "تعلم كل شيء عن العدو"
وعندما ترى هؤلاء المجندات شيئا مريبا، يقُمن على الفور بتسجيله وعرضه على القيادة المباشرة لهن، فضلا عن تدوينه على نظام حاسوبي تمهيدا لرفعه إلى مزيد من كبار المسؤولين
ويقول الميجور جنرال المتقاعد إيتان دانغوت إن قواعد المراقبة الإسرائيلية على الحدود تلعب دورا مهما في "دق ناقوس الخطر بأن شيئا يحدث"، وإن ما ترصده تلك القواعد من تحركات مريبة يجب أن يُرفع إلى القيادات "من أجل رسم صورة استخباراتية" متكاملة
ويؤكد الجنرال دانغوت أن ما يتم رصده في قواعد المراقبة يقدم "أجزاء الصورة" الأساسية التي يتعين على القيادات ربطها ببعضها بعضا لفهم ما يتشكل من أخطار
صور نشرتها حماس لاقتحام السياج الحدودي
وفي الشهور التي سبقت هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعطى مسؤولون بارزون كبار تصريحات عامة مفادها أن التهديد الذي تشكّله حماس قد تمّ احتواؤه
لكن كانت هناك إشارات عديدة على طول الحدود تفيد بأن هناك خطأً كبيرا للغاية كان واقعا
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، كتبت جندية في ناحال عوز على واتساب لصديقاتها في وحدة المراقبة: "ماذا، هناك حدث آخر؟"
وجاء الرد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.