أحكام وفضائل ودعاء يوم الجمعة المبارك #يوم_الجمعة وكالة البيارق الإعلامية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد فإن الله تعالى بحكمته فضَّل بَعْضَ الْأَيّامِ وَالشّهُورِ عَلَى بَعْضٍ، كما فضل بعض الأمكنة على بعض، وكما فضل بعض البشر على بعض، فشَهْرُ رَمَضَانَ خِيرَة الله مِنْ شُهُورِ الْعَامِ، وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ خِيرَتُهُ مِنْ اللّيَالِيِ، وَمَكّةُ خِيرَتُهُ مِنْ الْأَرْضِ، وَمُحَمّدٌ صلى الله عليه وسلم خِيَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68]وإن من الأزمنة الفاضلة: يومَ الجمعة، فهو يومٌ عظيم، فضله الشرع، وميزه بخصائصَ لا يشاركه فيها غيرُه. عن أبي لبابة ابن عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن يومَ الجمعة سيدُ الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة وهو خير أيام الأسبوع، كما أن يوم النحر خيرُ أيام العام. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يومُ الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعةوهو عيدٌ من أعياد المسلمين يتكرر كل أسبوع. عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة -: إن هذا يومُ عيدٍ جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسلوكان يسمى في الجاهلية يومَ العروبة، فسمي في الإسلام يوم الجمعة لأن خَلْقَ آدم جُمع فيه، ولأن الناس يجتمعون فيه للصلاة وهو الْيَوْمُ الّذِي تَفْزَعُ مِنْهُ السّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالْبِحَارُ وَالْخَلَائِقُ كُلّهَا إلّا الْإِنْسَ وَالْجِنّ، فعن أبي لبابة ابن عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة . وَذَلِكَ أَنّهُ الْيَوْمُ الّذِي تَقُومُ فِيهِ السّاعَةُ، وَيُطْوَى الْعَالَمُ، وَتَخْرَبُ فِيهِ الدّنْيَا، وَيُبْعَثُ فِيهِ النّاسُ إلَى مَنَازِلِهِمْ مِنْ الجنة والنار. ويوم الجمعة من الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه في قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج:3 ]، وجاء هذا التفسير عن علي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة رضي الله عنهمومعنى الآية يتناول كل شاهد؛ كالنبي صلى الله عليه وسلم شاهدٌ على هذه الأمة، وهذه الأمة شهداء على الناس، وأعضاء الإنسان تشهد عليه، ويوم الجمعة شاهدٌ لمن حضره وقام بحقه. ويوم الجمعة يَوْمُ اجْتِمَاعِ النّاسِ وَتَذْكِيرِهِمْ بِالْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ، وَقَدْ شَرَعَ اللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِكُلّ أُمّةٍ فِي الْأُسْبُوعِ يَوْمًا يَتَفَرّغُونَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِيهِ لِتَذَكّرِ الْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ وَالثّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَيَتَذَكّرُونَ بِهِ اجْتِمَاعَهُمْ يَوْمَ الْجَمْعِ الْأَكْبَرِ قِيَامًا بَيْنَ يَدَيْ رَبّ الْعَالَمِينَ، وهو اليوم الذي ادّخَرَهُ اللّهُ لِهَذِهِ الْأُمّةِ لِفَضْلِهَا وَشَرَفِهَاولما كان هذا اليوم بهذه المنزلة فقد خصه الشارع بخصائص تميزه عن غيره. الخاصية الأولى: صلاة الجمعةوهِيَ مِنْ آكَدِ فُرُوضِ الْإِسْلَامِ، وَمِنْ أَعْظَمِ مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عَرَفَةَ، وَمَنْ تَرَكَهَا تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللّهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَقُرب أَهْلَ الْجَنّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَبَقَهُمْ إلَى الزّيَارَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ بِحَسْبِ قُرْبِهِمْ مِنْ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَبْكِيرِهِمْ. عن أبي هريرة و ابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: لينتهين أقوام عن ودعهم أي تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلينقال النووي: وَمَعْنَى الْخَتْم الطَّبْع وَالتَّغْطِيَة وقد خُصّتْ هذه الصلاة مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الصّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ بِخَصَائِصَ لَا تُوجَدُ فِي غَيْرِهَا مِنْ الِاجْتِمَاعِ وَاشْتِرَاطِ الْإِقَامَةِ وَالِاسْتِيطَانِ وَالْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ، والوعيد الشديد على تركهاوَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنّ الْجُمُعَةَ فَرْضُ عَيْنٍ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة : 9], والأكثرون على أن ذكر الله في الآية؛ المراد به: صلاة الجمعة. وأما مبدأ الجمعة فجاء فيما رواه عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْت قَائِدَ أَبِي حِينَ كُفّ بَصَرُهُ فَإِذَا خَرَجْتُ بِهِ إلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ بِهَا؛ اسْتَغْفَرَ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بنِ زُرارة فَمَكَثَ حِينًا عَلَى ذَلِكَ، فَقُلْت: إنّ هَذَا لَعَجْزٌ أَلَا أَسْألَهُ عَنْ هَذَا فَخَرَجْتُ بِهِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ فَلَمّا سَمِعَ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ اسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْت: يَا أَبَتَاهُ أَرَأَيْتَ اسْتِغْفَارَك لِأَسْعَدَ بْنِ زُرارة كُلّمَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيّ كَانَ أَسْعَدُ أَوّلَ مَنْ جَمَعَ بِنَا بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَزْمِ النّبيتِ مِنْ حَرّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: نَقِيعُ الخَضَماتِ . قُلْتُ: فَكَمْ كُنْتُمْ يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ رَجُلًاقال الإمام أحمد في مسائل ابنه عبد الله: قد جمع بهم أسعدُ بنُ زرارة وكانت أولَ جمعة جمعت في الإسلام, وكانوا أربعين رجلا . ثُمّ هاجر رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَدِينَةَ فَأَقَامَ بِقُبَاءَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْف يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَأَسّسَ مَسْجِدَهُمْ ثُمّ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَدْرَكَتْهُ الْجُمُعَةُ فِي بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ فَصَلّاهَا فِي الْمَسْجِدِ الّذِي فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَكَانَتْ أَوّلَ جُمُعَةٍ صَلّاهَا بِالْمَدِينَةِ وَذَلِكَ قَبْلَ تَأْسِيسِ مَسْجِدِهِ، ولم يصلها صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في مكةومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وصلاة الجمعة تقام في بلاد المسلمين كل جمعة في مشارق الأرض ومغاربها، وتعلن ويجهر بها كشعيرة من أعظم شعائر الدين الظاهرة. الخاصية الثانية: خطبة الجمعةوهذه الْخُطْبَة يُقْصَدُ بِهَا الثّنَاءُ عَلَى اللّهِ وَتَمْجِيدُهُ وَالشّهَادَةُ لَهُ بِالْوَحْدَانِيّةِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بِالرّسَالَةِ، وَتَذْكِيرِ الْعِبَادِ بِأَيّامِهِ وَتَحْذِيرِهِمْ مِنْ بَأْسِهِ وَنِقْمَتِهِ وَوَصِيّتِهِمْ بِمَا يُقَرّبُهُمْ إلَيْهِ وَإِلَى جِنَانِهِ وَنَهْيِهِمْ عَمّا يُقَرّبُهُمْ مِنْ سُخْطِهِ وَنَارِهِ، فَهَذَا هُوَ مَقْصُودُ الْخُطْبَةِ وَالِاجْتِمَاعِ لَهَاونص الفقهاء رحمهم الله أن تقدم خطبتين على الصلاة شرط لصحتها لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. وجاء عن سعيد بن المسيب في قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[الجمعة: 9] أن َالذِّكْرَ هُوَ الْخُطْبَةُويروى َعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : قَصُرَتْ الصَّلَاةُ لِأَجْلِ الْخُطْبَةِ. وكانت ولا زالت خطبتا الجمعة وسيلةً من أعظم وسائل الدعوة إلى الله، بتعليم العلم النافع، وتذكير الناس ووعظهم، والتنبيه على الأخطاء والمخالفات، وغير ذلك. وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يخطب على منبر قدره ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ قَبْلَ اتّخَاذِهِ يَخْطُبُ إلَى جِذْعٍ فقالت امْرَأَة مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قَالَ: إِنْ شِئْتِ، قَالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا حَتَّى كَادَتْ تَنْشَقُّ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَخَذَهَا فَضَمَّهَا إِلَيْهِ فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ، قَالَ: بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِوكَانَ الْحَسَنُ إِذَا حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إلى لقائه. ومما ينبه عليه في موضوع الخطبة أمور: 1. وجوب الإنصات: فيجب على الحاضرين الإنصات للخطبة إلى الفراغ منها، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغاففرّق بين الاستماع والإنصات، فالاستماع: الإصغاء، والإنصات: السكوت. عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحضر الجمعة ثلاثةُ نفر؛ رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَدْعُو) : أَيْ مُشْتَغِلًا بِالدعاء حَال الْخُطْبَة حَتَّى مَنَعَهُ ذَلِكَ مِنْ أَصْل سَمَاعه أَوْ كَمَالِهِ، فهذا إن شاء أعطاه وإن شاء منعه عِقَابًا عَلَى مَا أَسَاءَ بِهِ مِنْ اِشْتِغَاله بِالدُّعَاءِ عَنْ سَمَاع الْخُطْبَة فَإِنَّهُ لَا يَجُوز. فالمشروع المسلم الإِقْبَالُ عَلَى الْخُطْبَة بقلبه وجوارحه، فينصت ويستمع، ولا يشتغل بأي أمر يشغله، كالجوال أو السواك أو العبث بالسجاد أو بالأصابع أو غير ذلكويحسن التنبيه هنا على بعض المسائل، فمنها:السلام: فلا يجوز لمن دخل والإمام يخطب أن يسلم، فإن فعل فلا يجوز رد السلام عليه، لأن هذا كلام، وإنما يشير إليه بيده في الرد عليهالعطاس: فمن عطس أثناء الخطبة فيحمد سرا لا جهرا، فإن جهر فلا يجوز تشميتهالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، والتأمين على الدعاء: لا بأس به، لكن يكون سرا، لئلا يشوش على غيرهالحذر من الانشغال عن الخطبة:للحديث السابق (ومن مس الحصى فقد لغا) ، فدل هذا الحديث على النَّهي عن مَسِّ الْحَصَى وَغَيْره مِنْ أَنْوَاع الْعَبَث فِي حَالَة الْخُطْبَة, وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى إِقْبَال الْقَلْب وَالْجَوَارِح عَلَى الْخُطْبَة. وحين نتأمل؛ نجد أن المسلم يحضر في العام أكثر من خمسين خطبة، فما هو الأثر؟ههل رقت قلوبنا؟ هل زاد إيماننا؟ هل صلحت أحوالنا؟ هل تهذبت أخلاقنا؟ هل زادت حصيلتنا من العلم الشرعي النافع؟. إنها دعوة للخطيب والمستمع أن يولوا هذه الشعيرة حقها، ويزيدوا في الاهتمام بها. 3. الحذر من تخطي الرقاب: فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر رجلاً يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة فقال له: اجلس، فقد آذيت وآنيت ققَوْله (آذَيْت) أَيْ النَّاس بِتَخَطِّيك، (وَآنَيْت) كَآذَيْتَ وَزْنًا، أَيْ أَخَّرْت الْمَجِيء وَأَبْطَأْت. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة ومسّ من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخط رقاب الناس، ولم يلغ عند الموعظة؛ كان كفارةً لما بينهما، ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراومما يتعلق بهذا ما يفعله بعض الناس من حجز مكان لهم يوم الجمعة، ثم يحضر متأخرا ويتخطى رقاب الناس، ويحصل هذا في بعض الجوامع الكبيرة كالحرمين الشريفين، وهذا لا يجوز، قال ابن تيمية: ليس لأحد أن يفرش شيئا ويختص به مع غيبته ويمنع به غيره، هذا غصبٌ لتلك البقعة ومنع للمسلمين مما أمر الله تعالى به من الصلاة. والسنة أن يتقدم الرجل بنفسه، وأما من يتقدم بسجادة فهو ظالم ينهى عنه، ويجب رفع تلك السجاجيد ويمكن الناس من مكانها . ويستثنى من التحريم صورتان:الأولى: إذا كان في المسجد وخرج لعارض كقضاء حاجة أو تجديد وضوء، ونحو ذلك، فله ذلك، وهو أحق بالمكانالثانية: إذا كان في المسجد لم يخرج منه4. الدنو من الإمام: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احضروا الذكر وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، واستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامهاوقوله: بَكَّرَ بِالتَّشْدِيدِ أَيْ رَاحَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ، وَابْتَكَرَ أَيْ أَدْرَكَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ. والدنو من الإمام أقرب إلى حضور القلب، والانتفاع من الخطبة، وهو علامة على الاهتمام والحرص عليها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله . 5. النعاس في الخطبة: فقد جاءت السنة بالتنبيه على هذا الأمر وعلاجه، وذلك فيما رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره . قَوْلُهُ: (فَلْيَتَحَوَّلْ) أَيْ فَلْيَنْتَقِلْ إِلَى مَحَلٍّ آخَرَ. قال أهل العلم: وَالْحِكْمَةُ فِي الْأَمْرِ بِالتَّحَوُّلِ أَنَّ الْحَرَكَةَ تُذْهِبُ النُّعَاسَ. 6. الحبوة في الخطبة: عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب . والْحُبْوَة: هِيَ أَنْ يجلس الإنسان على مقعدته، وينصب ساقيه، ويجمع رجليه إلى بطنه بِثَوْبٍ يَجْمَعهُمَا بِهِ مَعَ ظَهْره، وَقَدْ يَكُون الِاحْتِبَاء بِالْيَدَيْنِ عِوَض الثَّوْب. والحديث متكلم فيه، فإن كان يترتب على الاحتباء انكشاف العورة فهو محرم، وإن كان يجلب النعاس فهو مكروه، ولذا من أراد الاحتباء فليحتب بيديه، كي ينتبه إن ورد عليه النعاس ومبادئ النوم، بخلاف من احتبى برباط فإنه ربما نام ولم يشعروإن لم يترتب على الاحتباء شيء مما سبق فهو جائز. الخاصية الثالثة: اسْتِحْبَابُ كَثْرَةِ الصّلَاةِ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلملِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: أَكْثِرُوا الصّلَاةِ عَلَيّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . وَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم سَيّدُ الْأَنَامِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيّدُ الْأَيّامِ، فَلِلصّلَاةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَزِيّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ. وحسبكم في الصلاة عليه ما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشرُ خطيئات، ورفعت له عشرُ درجاتوالمراد بصلاة الله على العبد أن يثني عليه في الملأ الأعلى. فإذا سألت الله أن يثني على رسوله مرة واحدة؛ أثنى الله عليك باسمك عشر مرات في الملأ الأعلى. الخاصية الرابعة: مشروعية الاغْتِسَالِوَهُوَ مُؤَكّدٌ جِدّا، والجمهور على استحبابه، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم [29]ووقت الغسل يوم الجمعة يبدأ من طلوع الفجر الثاني، والأفضل أن يكون الغسل عند الرواح إلى الجمعة، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل . الخاصية الخامسة: استحباب التّطَيّبُوَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ التّطَيّبِ فِي غَيْرِهِ مِنْ أَيّامِ الْأُسْبُوعِ. الخاصية السادسة: استحباب السّوَاكُوَلَهُ مَزِيّةٌ عَلَى السّوَاكِ فِي غَيْرِهِ. الخاصية السابعة: استحباب لبس أَحْسَنُ الثّيَابِلأنه عيد الأسبوع ومجمع من مجامع المسلمين، فيحضره المسلم نظيفا طيب الرائحة. عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه