تفتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير اليوم، عند سفح أهرامات الجيزة العظيمة، في لحظة لا تمثل فقط افتتاح معلم ثقافي، بل تجديد حوار شَكَل البشرية على مدى آلاف السنين.

وذكرت صحيفة (كاثيميريني) اليونانية، أن كنوز الحضارة المصرية القديمة، من الفنون والنقوش والقصص التي شكلت الحضارة نفسها، وجدت اليوم ملاذاً عصرياً يليق بعظمتها، إذ يقف المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري تم بناؤه على الإطلاق، الآن كجسر يربط بين خلود الماضي ووعد المستقبل.

وأشارت الصحيفة اليونانية إلى أنه تم الانتهاء من أعمال بناء المتحف بفضل الرؤية المصرية الثاقبة والتعاون الدولي.. وتجمع الهندسة المعمارية الضخمة للمتحف، المصممة في انسجام مع هندسة الأهرامات، بين الحجر والضوء وهواء الصحراء لخلق مساحة يمكن للزوار فيها السير عبر الزمن - من فجر الفراعنة إلى صعود الأمة المصرية الحديثة.

وأكدت (كاثيميرني) أن المتحف المصري الكبير، هو أكثر من مجرد مبنى، بل هو شاهد على الحيوية الدائمة للحضارة المصرية – الحضارة التي علمت البشرية كيف تقيس السماء وكيف تبني بالحجر وكيف تكتب، كما قدمت مصر للعالم أسس الفن والعلوم والحكم.

وتشارك اليونان في الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم.. حيث سيعرض متحف الأكروبوليس اليوناني بثا مباشرا لفعاليات الافتتاح من العاصمة المصرية داخل قاعات المتحف الأثري الأكبر في اليونان.

وأكدت الصحيفة أن الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير داخل متحف الأكروبوليس ليس مجرد لفتة صداقة، بل هو تكريم للرابطة الأبدية بين الحضارتين المصرية واليونانية، وتأكيدًا للاعتقاد المشترك بأن الثقافة توحد ما تفرقه الحدود، وأن المتحف المصري الكبير يقف اليوم كنصب تذكاري للزمن ورسالة للمستقبل مفادها أن الحضارات لا تموت أبدا وأن النور الذي أشرق ذات يوم من ضفاف النيل سيستمر في إرشاد البشرية لقرون قادمة.