تشهد الأوضاع في مدينة الفاشر شمال دارفور تصعيداً خطيراً، مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ساعات الصباح الأولى، حيث أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان فى كلمة له مساء الإثنين، إن قوات الجيش السوداني قادرة على تحقيق النصر، موضحا أنهم قادرين على قلب الطاولة. وأضاف "سنقتص لأهلنا الذين أصابهم الظلم في الفاشر".

وأضاف إن القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وجميع القوى المساندة لها قادرة على تحقيق "النصر تلو النصر".

وأضاف البرهان في كلمة مسجلة نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه القوات أثبتت من خلال تجاربها الأخيرة في هذه الحرب قدرتها على "قلب الطاولة في كل مرة"، مؤكدًا العزم على استعادة كل شبر من الأراضي التي وصفها بأنها دُنست من قبل "الخونة المرتزقة" وإعادتها إلى حضن الوطن.

ومنذ اندلاع الحرب، تعيش مدينة الفاشر فى معاناة من الحصار لأكثر من عامين وتواجه العديد من الهجمات التى وصلت لأكثر من 266 هجوما مسلحا من كافة المحاور، شهدت أمس واليوم مجازر بشعة تنتهك كل الحقوق الإنسانية.

وتتركز المعارك في المحور الغربي للمدينة، في وقت أعلنت فيه قوات الدعم السريع سيطرتها على مواقع تتبع للفرقة السادسة مشاة، ما أدى إلى اتساع نطاق القتال ووقوع عمليات اعتقال عشوائية بحق المدنيين، حيث تعيش المدينة حصاراً خانقاً منذ أكثر من 19 شهراً، وسط موجة نزوح متزايدة وعمليات نهب واقتحامات للمنازل والممتلكات.

وتوصف الأوضاع الإنسانية في الفاشر بأنها "كارثية"، مع تسجيل حالات تجويع متعمد ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية، فضلاً عن انقطاع الإمدادات الأساسية، مبينا أن مستشفى الفاشر تعرض يوم أمس لقصف مباشر، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ما أدى إلى توقف جزئي في عمل الطواقم الطبية، حيث أن مئات المدنيين ما زالوا عالقين داخل مناطق الاشتباك دون إمكانية للوصول إلى ممرات آمنة، رغم المناشدات المحلية والدولية لتوفير ممر إنساني عاجل لإنقاذهم.

ومساء أمس الإثنين ، قالت وزارة الصحة بإقليم دارفور إن مليشيا الدعم السريع نفذت منذ منذ السبت أعمالا انتقامية في حق المدنيين بمدينة الفاشر، موضحة أنها تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم بسبب ما تعرضت له من مجازر.

ودعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين في الفاشر.