اكتمل بناء المتحف المصري الكبير على بعد كيلومترات من أهرامات الجيزة، إذ يُعدّ أكبر متحف في العالم مُخصص لحضارة واحدة "الحضارة المصرية"، ليقف المبنى الذي صممه مكتب هينيجان بينج الأيرلندي للعمارة على هضبة صحراوية بأطراف القاهرة، حاملًا 100 ألف قطعة أثرية تحكي قصة واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية، بحسب ما أوردته مجلة بوم ديزاين المتخصصة في ثقافة العمارة والتصميم.
عمارة تحاور التاريخ وتحترم عظمته
نجح المعماريون في خلق حوار بصري فريد بين المتحف والأهرامات، إذ يمتد المبنى من ساحته الأمامية على محور بصري دقيق يشير مباشرة نحو الآثار الخالدة.
خط السقف يرتفع بالتوازي مع أفق الأهرامات الثلاثة دون أن يتجاوزها في الارتفاع، في تواضع معماري واحترام عميق للتراث، بينما تبقى المعالم الأثرية مرئية كخلفية دائمة من داخل القاعات الكبرى.
كما استوحى التصميم هندسته من السياق المحيط، إذ تنطلق الجدران الداخلية من نقطة محورية قرب المدخل لترسم مسقطًا أفقيًا يوجه حركة الزوار بانسيابية نحو الغرب.
وتمثل هذه الهندسة أكثر من مجرد رمز، فهي تتحكم في توزيع الإضاءة ومسارات الحركة وتجربة الزائر البصرية مع المشهد الصحراوي المحيط.
رحلة زمنية
يخترق درج أثري ضخم قلب المتحف عبر 6 طوابق في مسار يأخذ الزائر برحلة عبر الزمن تبدأ من أقدم المدن المصرية وصولًا إلى الحقبة القبطية.
وتعد قاعة توت عنخ آمون، التي تعرض أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية معًا لأول مرة على الإطلاق تتويجًا للرحلة.
كما تتناثر على طول أدوار الدرج تماثيل وقطع معمارية تاريخية تثري تجربة الصعود عبر حقب التاريخ المصري.
الضوء الطبيعي
تعامل المعماريون مع الإضاءة بحساسية فائقة، فرغم أن المتاحف عادة تحد من دخول ضوء النهار للحفاظ على المعروضات، إلا أن الطبيعة الحجرية لمعظم القطع الأثرية سمحت بإدخال أشعة الشمس المفلترة عبر فتحات مدروسة وكوات سقفية محسوبة بدقة، ليخلق هذا النهج إضاءة إيقاعية هادئة تربط المناطق الداخلية بالبيئة الصحراوية الخارجية.
بُني المتحف من الحجر الجيري المحلي والخرسانة رملية اللون، فيذوب البناء في محيطه الطبيعي ويعكس تدرجات ألوان هضبة الجيزة المتغيرة.
ولم يكن اختيار المواد جماليًا فحسب، بل وظيفيًا أيضًا، إذ تعمل الكتلة الخرسانية الكثيفة على ضبط درجات الحرارة المتقلبة وتقليل الحاجة للتبريد الميكانيكي في مواجهة الظروف الصحراوية القاسية، مُحققة بذلك استدامة بيئية عبر الوسائل السلبية في القاعات الشاسعة.
بنية تحتية للبحث والحفظ
تمتد من ساحة المتحف حدائق منسقة صممها مكتب West 8 الهولندي، توفر إطلالات على الأهرامات ومساحات خضراء لسكان القاهرة، وتشكل منطقة عازلة وعتبة انتقالية بين المتحف والصحراء.
وتحت مستوى الشارع، تمتد شبكة واسعة من المختبرات ومرافق التخزين المتخصصة تدعم رسالة المتحف في الحفظ والترميم.
ويضم مركز الحفظ المتصل بالمبنى الرئيسي عبر نفق، مختبرات متخصصة للبردي والمنسوجات والخزف والنحت والبقايا البشرية، ليكون أحد أكبر مراكز الترميم في العالم، وتؤكد هذه البنية التحتية الضخمة الدور المزدوج للمتحف كمؤسسة ثقافية عامة ومركز بحثي رائد، يضمن حفظ التراث المادي المصري ودراسته وتقديمه للأجيال القادمة بأساليب علمية متقدمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
