فى وقت يشهد فيه قطاع الصحة المصري تحولات نوعية كبرى، تقف محافظة سوهاج على موعد مع إضافة جديدة إلى منظومة الرعاية الصحية، من خلال مشروع تطوير مستشفى ساقلته المركزي، الذي يمثل أحد النماذج الناجحة لتدخل الدولة الفعّال في دعم البنية التحتية الطبية في الصعيد، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتحقيق العدالة الصحية ورفع المعاناة عن المواطن البسيط. يقع المستشفى في مركز ساقلته، وهو من المراكز الريفية التي عانت طويلاً من نقص الخدمات الصحية المتخصصة، حيث كانت الخيارات محدودة، والانتقال إلى مستشفيات بعيدة يمثل عبئًا على المرضى وأسرهم. اليوم، يتغير هذا الواقع تمامًا، بعد أن اقترب افتتاح المستشفى الجديد، الذي تم إنشاؤه وتطويره على أعلى مستوى بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 410 ملايين جنيه، بتمويل حكومي كامل، وبإشراف مباشر من وزارة الصحة والسكان ومحافظة سوهاج. المشروع المقام على مساحة تقارب 7500 متر مربع يتضمن إنشاء مبنى جديد وتطوير المبنى القائم، ويضم خمسة طوابق تشمل كافة التخصصات الطبية الحيوية، بداية من قسم الطوارئ والأشعة والعيادات الخارجية، مرورًا بأقسام العلاج الطبيعي والغسيل الكلوي والمعامل والمناظير، وحتى أقسام النساء والتوليد، والحضانات للأطفال المبتسرين، إلى جانب وحدات إقامة كاملة للأطقم الطبية والتمريض. المستشفى مجهز بالكامل ليستوعب 186 سريرًا، منها 78 سريرًا لإقامة المرضى، و18 سريرًا للعناية المركزة، و16 سرير إفاقة، إلى جانب 42 حضّانة للأطفال المبتسرين، و32 ماكينة غسيل كلوي. هذه الأرقام لا تعكس فقط حجم التجهيز، بل تشير إلى حجم الخدمة المنتظر تقديمها لآلاف المواطنين من أبناء ساقلتة والقرى المجاورة، الذين باتوا قريبين من تلقي خدمة طبية آمنة وعالية الجودة، دون الحاجة للانتقال إلى مراكز أو محافظات أخرى. يأتي هذا المشروع ضمن خطة الدولة الشاملة لتطوير المنظومة الصحية بمحافظة سوهاج، والتي شهدت على مدار السنوات القليلة الماضية طفرة في الإنشاءات الطبية، سواء في المستشفيات العامة أو الجامعية، إلى جانب مشروعات "حياة كريمة" التي تستهدف إنشاء وحدات صحية متكاملة داخل القرى، وتحديث مراكز الرعاية الأولية لتقديم خدمة وقائية وعلاجية في آنٍ واحد. ما يحدث في ساقلته اليوم ليس مجرد افتتاح مستشفى، بل هو تعبير واقعي عن التزام الدولة تجاه صعيد مصر، ورد عملي على عقود من التهميش التي عانى منها القطاع الطبي في هذه المناطق. المستشفى الجديد يفتح الباب أمام تحسين مؤشرات الصحة العامة، وتقليل معدلات الوفاة الناتجة عن التأخر في تلقي الرعاية، كما يوفّر بيئة تدريبية وتعليمية للكفاءات الطبية الشابة، في إطار دمج التنمية بالخدمة. إن مستشفى ساقلته المركزي، بهذا النموذج المتكامل، لا يقدم خدمة صحية فقط، بل يرسخ لمفهوم تكافؤ الفرص في الحق في العلاج، ويؤكد أن الدولة ماضية بخطى ثابتة نحو رفع جودة الحياة في كل بقعة من بقاع الوطن، حيث لا يُترك أحد خلف الركب المواطن هنا في سوهاج، كما في القاهرة والإسكندرية، له نفس الحق في سرير عناية مركزة، ونفس الأولوية في حضّانة لأطفاله، ونفس التقدير في خطة التنمية. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.