فوجئت العاصمة القطرية الدوحة بدوي انفجارات عنيفة هزت أجواءها الهادئة، بعدما اخترقت الطائرات الإسرائيلية سماء قطر لتفتح فصلًا جديدًا من التصعيد غير المسبوق في المنطقة، بعد توجيه عدد من الضربات نحو منطقة كتارا ـ قلب الدوحة ـ حيث تواجد قادة حركة حماس في اجتماع لبحث مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب على غزة، في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "عملية دقيقة" نفذتها أجهزة الاستخبارات والجيش.

المشهد لم يكن مجرد غارة عابرة، بل عملية مُعقدة جرى التخطيط لها من غرف عمليات مشتركة بين الشاباك وسلاح الجو الإسرائيلي، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والاستخبارات العسكرية إلى جانب قيادات عسكرية أمنية، فيما أُلقيت على الأرض قنابل ثقيلة استهدفت شخصيات بارزة بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل وطاهر النونو.

وعقب الهجوم الإسرائيلي، أكد مصدر قيادي في حماس أن الوفد القيادي للحركة برئاسة خليل الحية نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفته خلال اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة.

تفاصيل الهجوم

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، واستهداف قيادات حماس، مضيفة أن "العملية أُديرت من قِبل غرفة العمليات الخاصة بجهاز الشاباك في مركز البلاد، إذ كانت التوجيهات الاستخباراتية من الشاباك، والتنفيذ تم بواسطة سلاح الجو".

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إنه تم تنفيذ العملية في قطر من موقعين مختلفين، قاعدة سلاح الجو في كرياه، ومقر جهاز الأمن العام "الشاباك" في وسط إسرائيل، إذ كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الاستخبارات العسكرية حاضرين.

وأضاف الإعلام العبري، أن "خلال الهجوم تواجد في غرفة القيادة رئيس الحكومة، ووزير الأمن، والقائم بأعمال رئيس الشاباك، والقائم بأعمال نائب رئيس الشاباك، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية".

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، بأن مقاتلات إسرائيلية ألقت قنابل ثقيلة على قيادات الحركة بالعاصمة القطرية الدوحة.

10 طائرات حربية

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة حول الهجوم، مؤكدًة أن 10 طائرات حربية إسرائيلية أطلقت 12 صاروخًا على مواقع كان فيها قادة حماس في الدوحة.

وأوضحت "القناة 14" العبرية أن "10 طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شاركت في الهجوم وأطلقت 12 صاروخًا على مكتب حماس بالدوحة".

نتنياهو: نفذنا العملية بدقة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن العملية ضد كبار قادة حركة حماس مستقلة تمامًا وبادرت بها إسرائيل ونفذتها وتتحمل مسؤوليتها الكاملة، ونفذنا العملية بدقة وبأفضل صورة ممكنة، وفقًا لبيان.

وحول الواقعة، قال مصدر قيادي في حركة حماس، إن الوفد القيادي للحركة برئاسة خليل الحية، نجا من محاولة الاغتيال الإسرائيلية، التي استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف المصدر لوسائل إعلام قطرية، أن غارة إسرائيلية استهدفت الوفد القيادي لحماس بالدوحة في أثناء اجتماعه، لمناقشة المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقًا لوكالات.

قطر: اعتداء إجرامي

من جانبها؛ قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان: "ندين هجوم إسرائيل الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة".

وأكد البيان أن هذا "الاعتداء الإجرامي انتهاك لكل القوانين الدولية وتهديد خطير لأمن وسلامة القطريين والمقيمين"، مؤكدًا أن دولة قطر "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور" أو "أي عمل يستهدف أمنها وسيادتها".

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن العملية ضد كبار قادة حماس مستقلة تمامًا، وبادرت بها إسرائيل ونفذتها وتتحمل مسؤوليتها الكاملة.