تشتهر محافظة المنيا بكونها من أهم المحافظات المنتجة لقصب السكر في صعيد مصر، إذ تمتد مزارع القصب على مساحات واسعة من الأراضي الخصبة على ضفاف نهر النيل. ويُزرع القصب عادة في شهري فبراير ومارس، ويُحصد في ديسمبر وحتى مارس من العام التالي، ليكون المادة الخام الرئيسية لصناعة العسل الأسود. وتعتبر قرى المنيا، مثل بني أحمد، صفط اللبن، وقرية تندة، من أبرز المناطق التي اشتهرت تاريخياً بصناعة العسل الأسود، حيث توارثها الأهالي جيلاً بعد جيل حتى أصبحت علامة مميزة للهوية الغذائية في الصعيد. تاريخ صناعة العسل الأسود ترجع صناعة العسل الأسود في مصر إلى مئات السنين، حيث اعتمد عليها المصريون القدماء كمصدر للطاقة والتحلية قبل ظهور السكر الأبيض. ومع مرور الزمن، تطورت وسائل العصرنة من العصارات الخشبية البسيطة التي كانت تُدار بواسطة الجمال، إلى العصارات المعدنية التي تعمل بمحركات حديثة. ورغم هذا التطور، ما تزال الكثير من القرى في المنيا تحافظ على الطابع التقليدي للصناعة، بما يضفي عليها قيمة تراثية فريدة، ويجعلها مقصدًا للباحثين والمهتمين بالتراث الغذائي المصري. خطوات إنتاج العسل الأسود تمر عملية صناعة العسل الأسود بعدة مراحل أساسية: 1. العصر: يُقطع القصب إلى أجزاء صغيرة ويُمرر عبر العصارات لاستخلاص العصير. 2. التصفية: يُصفّى العصير لإزالة الشوائب والألياف. 3. الغلي: يوضع العصير في أحواض ضخمة ويُغلى على درجات حرارة عالية لساعات طويلة، مع إزالة الرغوة باستمرار. 4. التكثيف: يتحول العصير تدريجياً إلى سائل سميك داكن اللون. 5. التعبئة: بعد التبريد، يُعبأ العسل في أوعية فخارية أو عبوات بلاستيكية وزجاجية للتسويق. القيمة الغذائية والصحية العسل الأسود ليس مجرد منتج غذائي شعبي، بل يعد “صيدلية طبيعية” بفضل غناه بالحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم. ويؤكد الأطباء أنه يساعد في علاج الأنيميا، ويمنح الجسم طاقة كبيرة، كما أنه يقوي العظام ويحسن المناعة. ولهذا السبب، يعد من الأغذية الأساسية في الصعيد، خاصة للأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. الإنتاج والأرقام تشير الإحصاءات المحلية إلى أن محافظة المنيا تنتج آلاف الأطنان من العسل الأسود سنوياً، سواء عبر العصارات التقليدية أو المصانع الحديثة. وتوفر هذه الصناعة آلاف فرص العمل بدءاً من زراعة القصب مروراً بالعصر والغلي وصولاً إلى النقل والتسويق. كما أن جزءاً من الإنتاج يُصدر إلى دول عربية مثل السعودية والإمارات، لما يحمله من سمعة طيبة كمُنتَج مصري أصيل. تحديات الصناعة رغم أهميتها، تواجه صناعة العسل الأسود بالمنيا العديد من التحديات، أبرزها: ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في تشغيل العصارات. تراجع مساحات زراعة القصب بسبب التوسع العمراني أو استبداله بمحاصيل أخرى. غياب الرقابة الكافية على بعض العصارات التقليدية، ما يثير قلق المستهلكين بشأن الجودة. محدودية الدعم الحكومي وضعف الترويج الخارجي للمنتج. آراء المواطنين والمنتجين أكد عدد من المزارعين أن العسل الأسود بالنسبة لهم ليس مجرد غذاء، بل مصدر رزق أساسي، حيث يبدأ عملهم من زراعة القصب مروراً بمرحلة العصر وصولاً إلى التسويق، إلا أن ارتفاع التكاليف يمثل تحدياً كبيراً لهم. في المقابل، ترى ربات البيوت أن العسل الأسود عنصر لا غنى عنه على المائدة اليومية، خصوصاً في وجبة الإفطار، لما يحتويه من فوائد صحية كبيرة تمنح الأطفال طاقة ونشاطاً، بالإضافة إلى كونه منتجاً في متناول الجميع مقارنة بغيره من المحليات. أما أصحاب العصارات، فيؤكدون أن تطوير المعدات وتوفير الدعم اللازم للوقود سيساهمان في رفع جودة الإنتاج وزيادة القدرة على المنافسة داخل السوق المحلي والخارجي، مشيرين إلى أنهم يعملون حالياً بإمكانيات محدودة للغاية. دورها في الاقتصاد المحلي تمثل صناعة العسل الأسود ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي بالمنيا، حيث توفر فرص عمل مباشرة لآلاف العمال، إضافة إلى الأنشطة الموازية مثل النقل والتوزيع والتعبئة. كما أنها تُسهم في تنشيط الأسواق الشعبية والريفية، إذ يعتبر العسل الأسود منتجاً مطلوباً في جميع المحافظات المصرية. مستقبل صناعة العسل الأسود بالمنيا يتطلع المنتجون والمواطنون إلى مستقبل أكثر إشراقاً لهذه الصناعة التراثية. ويأملون أن يشمل الدعم الحكومي: توفير قروض ميسرة لتطوير العصارات والمصانع الصغيرة. إدخال تقنيات حديثة تحافظ على الجودة وتزيد الإنتاج. فتح أسواق جديدة للتصدير ودعم العلامة التجارية المصرية. تنظيم مهرجانات ومعارض للترويج للعسل الأسود كمنتج تراثي غذائي. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.