أكد المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 مثلت خطوة مهمة في استكمال مسار التجربة الديمقراطية المصرية، حيث جرت العملية الانتخابية في أجواء هادئة وسلمية، مع مشاركة إيجابية من جانب المواطنين، ما يعكس التزام الدولة بمبدأ التداول السلمي للسلطة وضمان حقوق الناخبين.

وأوضح بركات في تصريحات صحفية، أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت نحو 17%، وهي نسبة يرى أنها لا تزال بحاجة إلى رفعها في الاستحقاقات المقبلة، رغم كونها أعلى مقارنة بانتخابات مجلس الشيوخ عام 2020، مشيراً إلى أن المشهد السياسي يكتمل عندما يكون أمام المواطن أكثر من خيار انتخابي، وهو ما يعزز صورة مصر الديمقراطية أمام الداخل والخارج.

أهمية التعددية الانتخابية

شدد رئيس حزب أبناء مصر على أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على التنافسية وتعدد القوائم الانتخابية، موضحاً أن وجود قائمة واحدة فقط لا يعكس التنوع السياسي المطلوب، وأن التجربة الديمقراطية تكون أكثر صدقاً عندما يختار الناخب بين أكثر من بديل.

وضرب "مدحت بركات" مثالاً بالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدت ترشح عدد من رؤساء الأحزاب أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما منح صورة إيجابية للعالم عن انفتاح الحياة السياسية المصرية.

وأشار بركات إلى أن التحالفات بين الأحزاب ضرورة وطنية خلال المرحلة القادمة، مؤكداً أن التنسيق المشترك يسهم في تجنب تفتيت الأصوات وضمان تمثيل حقيقي يعكس إرادة الشارع، كاشفًا أن تحالف الأحزاب السياسية يدرس حالياً إعداد قائمة موحدة لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، بما يتيح منافسة قوية وفعالة بين القوى الوطنية.

الشباب والمشاركة السياسية

وتابع رئيس حزب أبناء مصر أن نسبة الشباب في المجتمع المصري تتجاوز نصف عدد السكان، وهو ما يضع على عاتق الأحزاب مسؤولية كبيرة في العمل على دمجهم داخل المشهد السياسي، مضيفًا أن حزبه يعمل من خلال أمانات التدريب والتثقيف على رفع وعي الشباب وتشجيعهم على ممارسة حقوقهم الدستورية، بما يضمن مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة وصناعة القرار.

وأكد بركات أن تمكين الشباب في السياسة لا يقتصر على مشاركتهم بالتصويت فقط، بل يجب فتح المجال أمامهم للترشح وتولي مواقع قيادية داخل الأحزاب والهيئات النيابية، بما يخلق جيلاً جديداً من الكوادر القادرة على قيادة المستقبل.

دعوة للممارسة الديمقراطية الصحيحة

وختم رئيس حزب أبناء مصر تصريحاته بدعوة جميع القوى السياسية إلى الالتزام بالممارسة الديمقراطية الصحيحة، وعدم مزاحمة المرشحين ذوي الشعبية والقدرة التمثيلية القوية في دوائرهم، حفاظاً على قوة المنافسة وعلى تمثيل حقيقي يعبر عن إرادة الناخبين.

كما شدد على أن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو تعزيز الحياة الحزبية وتوسيع المشاركة السياسية، وأن المرحلة القادمة تتطلب وعياً ومسؤولية من الجميع، أحزاباً وناخبين، من أجل بناء نموذج ديمقراطي يعكس مكانة الدولة المصرية إقليمياً ودولياً.