كشف جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ضجرهم من القتال في غزة، وقالوا إنهم يلعبون بالنار بالمشاركة في حرب بلا نهاية، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" العبرية. وقال عدد من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، الذين تم استدعاؤهم أو صدرت لهم أوامر بتمديد خدمتهم، إنهم يستجيبون لضغوط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويشاركون في القتال بغزة، بدافع الشعور بالدَيْن للمحتجزين لدى حماس في القطاع. وصرح مقدم في قوات الاحتياط لـ"هآرتس"، بأنه لم يشهد حتى الآن موجة رفض، لكنه يعتقد أن هذا سيشكل مشكلة متزايدة. وقال الضابط الذي يخدم في لواء النخبة: "يشعر الناس أن قتالًا عنيفًا سيندلع في مدينة غزة، ويصعب عليهم عدم المشاركة.. نحن ندفع جنود الاحتياط إلى أقصى حدود طاقاتهم". وأضاف أنه عانى في حياته الشخصية من خسائر مالية فادحة خلال الحرب التي استمرت 22 شهرًا، ويمكنه أن يتفهم الجنود الذين يقولون إنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الخدمة، وأوضح أنه غالبًا ما يعجز عن تقديم إجابات عندما يلجأ إليه الجنود بشكاوى. ويتساءل: "ماذا تقول لجندي احتياطي قضى عامين في الحرب، ويقول لك إن عائلته تتفكك، أو إن أطفاله بدأوا يتبولون في الفراش من الخوف؟". وأقرَّ الضابط الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال لا يدرك عمق الأزمة في الوحدات، وقال: "نحن نلعب بالنار عندما يتعلق الأمر بالجنود الاحتياط". وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الأربعاء الماضي، عن أوامر استدعاء لـ60 ألف جندي احتياطي، على أن تصدر الشهر المقبل، بينما ستُمدَّد فترة خدمة 20 ألفًا آخرين لمدة 40 يومًا، وسينضم بعضهم إلى العمليات في غزة، بينما سينتشر آخرون في أماكن أخرى ليحلوا محل القوات المرسلة إلى القطاع. وأثار جندي من لواء احتياط استدعي للخدمة في غزة مشكلة أخرى، وهي قادة الألوية، وقال إن معظمهم لم يفهموا معاناة جنود الاحتياط، وركزوا فقط على تحقيق الإنجازات، وكشف الجندي عن أن قائد لوائه لم يقدم أي تفسير لاستمرار القتال، سوى أنه "صهيوني". وقال جندي يخدم على الحدود الشمالية، من المتوقع أن تستمر فترة خدمته لعدة أسابيع أطول مما كان مقررًا في الأصل، إن جنود الاحتياط يعانون من حالة عدم اليقين التي يفشل الجيش الإسرائيلي في معالجتها. أضاف: "بعد عامين من الحرب، ندرك أنها لن تنتهي، ولا أحد في الجيش الإسرائيلي قادر على إعطائنا جدولًا زمنيًا واضحًا.. ليس من المعقول أن أتلقى مكالمة هاتفية من قائد الكتيبة يخبرنا فيها باحتمال استدعائنا، ثم تأتي الأوامر بعد يوم واحد". وتساءل الجندي: " لماذا هذا التجاهل؟ لماذا يظن أحد هناك أن حياتنا لا قيمة لها، وأن عائلاتنا قادرة على تحمل كل هذه المشقة؟". وحذَّر الجندي من انتشار موجة رفض أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية بين جنود الاحتياط، قائلًا: "على عكس ما يعتقده الجيش، عندما يقرر الجنود عدم الحضور، ستكون الأمور كالكرة الثلجية التي لن يستطيعوا إيقافها". وأجرى معهد "أجام" برئاسة نمرود نير، من الجامعة العبرية، استطلاعًا شمل 417 جنديًا، بمن فيهم جنود الاحتياط، وسألهم عن دوافعهم للخدمة في الحرب حاليًا مقارنة ببداية الحملة، وأفاد 40% منهم بتراجع دوافعهم. قال جندي احتياط في وحدة النخبة، على وشك بدء جولته الرابعة في غزة خلال الحرب، إنه ناقش مع رفاقه إمكانية رفض الحضور، وأضاف: "قررنا -وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على وحدات أخرى- أن قرار عدم الحضور لن يتخذ إلا بموافقة الجميع.. ننتظر لنرى إلى أين سيرسلوننا وإلى متى، ثم سنقرر كيف سنمضي قدمًا". وأضاف: "على أي حال، فقدنا الإحساس بالمهمة.. هؤلاء ليسوا نفس جنود 7 أكتوبر. نحن منهكون، وبين الجولات يحاول الناس إنقاذ أعمالهم". وأعرب الجندي الاحتياط عن شكوكه في نجاح العملية القادمة، وقال إن الجنود اتفقوا على أن القتال لن يؤدي إلا إلى تعريض المحتجزين للخطر. تابع: "في جولتنا الأخيرة في مايو، أدركنا أنه لم يكن هناك أي قتال حقيقي في غزة، وأنه لا يوجد هدف.. لا أحد يعلم ما هو الهدف. نخرج في حراسة كل بضع ساعات ونشن هجمات على المباني المدمرة التي يقال لنا إنها بنى تحتية إرهابية". ومع إدراك القادة أن العديد من الجنود إما لن يحضروا وإما سيطلبوا أكبر عدد ممكن من أيام الإجازة، تسعى الوحدات إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الأفراد، وقال جندي احتياطي من المقرر عودته إلى غزة إن جولته الأخيرة كانت تعاني بالفعل من نقص في القوات. وأضاف الجندي إن وحدته كانت تسعى جاهدة لاستيعاب الجنود الذين خدموا لفترات طويلة والعاملين لحسابهم الخاص، لكن التأثير كان محدودًا في كثير من الأحيان. اختتم: "إنهم يحاولون قدر الإمكان التحلي بالمرونة، فقد تأتي لبضعة أيام ثم تعود إلى المنزل لمدة أسبوع، لكن حتى من يأتي لمدة أسبوع يكون منهكًا بالفعل". ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.