أشاد السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، بالدور التاريخى والمبدئى الذى تضطلع به مصر بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مواقف القاهرة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطينى لم تكن يومًا محل مساومة أو تراجع، بل ظلّت ثابتة وراسخة رغم تعقيدات المشهد الإقليمى والدولي.

وقال السفير إن مصر، قيادةً وشعبًا، قدمت تضحيات جسيمة من أجل فلسطين، موضحًا أن القوات المسلحة المصرية قدمت آلاف الشهداء دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وخاضت معارك بطولية إلى جانب الفلسطينيين، من الفالوجة إلى أسدود، فى تجسيد عملى لوحدة الدم والمصير المشترك.

ونوّه إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى “يقف موقفًا صلبًا لا يتزحزح رغم كل الإغراءات والتهديدات، وقد أعلن بوضوح رفضه لأى تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، وأكد التزام مصر بحماية حقوقهم الوطنية المشروعة”.

وأضاف أن هذا الموقف المبدئى للرئيس السيسى حظى بتقدير عالٍ من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذى أعرب عن اعتزازه الكامل بالدور المصرى وثقته فى حكمة القيادة المصرية.

جاء ذلك خلال لقاء عُقد بمقر سفارة دولة فلسطين فى القاهرة، لمناصرة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ودعم الأسرى فى سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على الموقف المصرى العتيد والمحورى فى دعم القضية الفلسطينية، وعلى رأسه موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى الرافض لتصفية القضية، والمتمسك بحقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، لا سيما فى ظل حرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وحضر اللقاء الوزير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، واللواء خالد عكاشة رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، والسفير أشرف عقل سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، إلى جانب عدد من رؤساء الأحزاب، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ونخبة من الخبراء والمتخصصين فى الشأن العربى والفلسطيني.

وأعرب السفير دياب اللوح عن استهجانه الشديد للتظاهرات التى جرت مؤخرًا أمام مقر السفارة المصرية فى تل ابيب ، معتبرًا أن مثل هذه التصرفات لا تعبّر عن حقيقة الموقف الفلسطينى الجامع، الذى يثمّن الدور المصرى المحوري، ويؤمن بأن مصر كانت وستظل الظهير القومى والسياسى الأول للقضية الفلسطينية.

وشدد على أن دولة فلسطين تتمسك بالدور المصرى فى ملف المصالحة الوطنية، وتدعم بكل وضوح الجهود التى تبذلها القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر 2023.

كما أشاد السفير بفتح مصر المستمر لمعبر رفح البرى أمام الجرحى والمصابين والمساعدات الإنسانية منذ اليوم الأول للعدوان مؤكدًا أن القاهرة لم تغلق الباب يومًا فى وجه أهل غزة، وكانت منذ اليوم الأول لخرب الإبادة فى طليعة الدول التى بادرت إلى تقديم الإغاثة والدعم بكل أشكاله، رغم التحديات والظروف الأمنية المعقدة.

وشدد السفير على أن التحركات المصرية ليست طارئة أو ظرفية، بل نابعة من عمق تاريخى واستراتيجى يجسّد التزام مصر تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته، مشيرًا إلى أن مصر لا تزال تتحمّل العبء الأكبر فى منع تفاقم الكارثة الإنسانية، وتتصدى لمحاولات فرض حلول قسرية أو هندسة جيوسياسية لا تخدم الحقوق الوطنية الفلسطينية.

واختتم السفير دياب اللوح تصريحه بتوجيه التحية إلى مصر وشعبها وجيشها وقيادتها، مؤكدًا أن الشعب الفلسطينى لن ينسى من وقف إلى جانبه فى أحلك الظروف، وقدم الدماء من أجل أن تبقى فلسطين حرة عربية.