في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مخلفةً دماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفي ظل غياب أي مبادرات وطنية فلسطينية، أطلقت الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة نداءً وطنياً عاجلاً ومفعماً بالأسى إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، داعيةً إياه إلى التحرك الفوري للدعوة لعقد لقاء وطني جامع في كنف الشقيقة الكبرى مصر وبرعايتها الكريمة.
واكدت عشائر غزة أن هذا النداء الصادر يأتي من عمق الجراح الغزية، ليعبر عن صوت أهالي القطاع الذين يئنون تحت وطأة القصف الوحشي والحصار الخانق، حيث تتساقط الأرواح البريئة كل يوم، وتتحول المنازل إلى ركام، وتتلاشى أبسط مقومات الحياة، فمع استشهاد وجرح عشرات الآلاف، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ومع تفشي المجاعة والأوبئة بشكل مريع، لم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار أو التردد.
وقالت الهيئة في بيانها الذي حمل نبرة استغاثة وأمل: "من بين ركام بيوتنا، وأشلاء أطفالنا، ودموع ثكالى شعبنا، نتوجه إلى سيادتكم يا سيادة الرئيس، يا ربان السفينة، وأنتم تحملون على عاتقكم أمانة هذا الوطن الجريح، لنناشد فيكم النخوة والمسؤولية التاريخية، وندعوكم باسم كل طفل شهيد، وكل أم مكلومة، وكل شيخ هدم بيته على رأسه، أن تبادروا فوراً بالدعوة لعقد لقاء وطني عاجل في القاهرة".
واكدت الهيئة على أن هذا اللقاء يجب أن يضم كافة مكونات الطيف الوطني الفلسطيني دون استثناء، بهدف رئيسي وأوحد وهو "بحث سبل وقف شلال الدم وسحب ذرائع الاحتلال ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة".
وأضافت الهيئة أن اللقاء يجب أن يشمل أيضًا الاتفاق على تشكيل وفد تفاوضي فلسطيني موحد.
وفي هذا السياق المصيري، أكدت الهيئة للجميع أنه ليس من العيب أن يتنازل الأخ لأخيه في سبيل المصلحة العليا للوطن، بل هو قمة الحكمة وواجب الوقت؛ فالتنازل للأخ من أجل وحدة الصف وقوة الموقف أشرف وأنبل من أن نُجبَرَ جميعاً على التنازل للعدو الذي يتربص بنا.
كما شددت الهيئة على أهمية أن يكون هذا اللقاء تحت رعاية كريمة من جمهورية مصر العربية، التي لم تدخر جهداً عبر التاريخ في دعم القضية الفلسطينية، والتي تقود اليوم جهوداً حثيثة ومقدرة للوساطة ووقف العدوان. .
وأضاف البيان: "إن القاهرة، قلب العروبة النابض، كانت ولا تزال الحاضنة الدائمة للقضية الفلسطينية، وإن رعايتها لمثل هذا اللقاء المصيري ستمثل صمام أمان لنجاحه وتحقيق أهدافه في توحيد الصف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وفي هذا السياق، وجهت الهيئة العليا لشؤون العشائر نداءً خاصاً إلى جمهورية مصر العربية، الشقيقة الكبرى الراعية والداعمة، لممارسة كل الضغوط الممكنة على جميع الأطراف. الهدف هو التوصل إلى اتفاق فوري يمهد لوقف إطلاق النار، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية، والحفاظ على ما تبقى من أرواح أهلنا في قطاع غزة.
وأكدت الهيئة أن الدور المصري التاريخي والثقيل يضع على عاتق القاهرة مسؤولية أخلاقية ووطنية كبرى للتدخل بفاعلية وحزم، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه المأساة التي تجاوزت كل الحدود.
واختتمت الهيئة العليا لشؤون العشائر بيانها بنبرة تحذيرية مؤثرة: "إن عيون أطفال غزة ترنو إليكم، وأرواح شهدائنا تناجيكم، ودماء جرحانا تستصرخ ضمائركم. فاعلموا أن الوقت الآن من دم، وكل لحظة تأخير تُدفع من أرواح أبنائنا، واعلموا أن التاريخ لا يرحم وسيسجل مواقف الرجال في اللحظات الفاصلة. فلتكن استجابتكم بحجم الكارثة، وليكن تحرككم بحجم التضحيات. لنجتمع في القاهرة، كلمة واحدة، وقلباً واحداً، لنقول للعالم كفى، ولنصنع لشعبنا أملاً جديداً في الحياة والحرية".
ويعكس هذا النداء من الهيئة العليا لشؤون العشائر، التي تمثل مكوناً اجتماعياً وازناً في قطاع غزة، حالة الإجماع الشعبي على ضرورة تجاوز الانقسامات وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة العدوان، وتجديد الثقة في الدور المحوري لمصر كراعٍ تاريخي وموثوق للمصالحة الفلسطينية وللدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.