أشاد الكاتب الصحفي محمد الفقي، نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار والمتخصص في الشأن البرلماني، بمدى وعي الشعب المصري واستعداده الدائم لتحمّل المسؤولية الوطنية، والذي يتجلى في المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الدستورية، وعلى رأسها انتخابات مجلس الشيوخ 2025.

وأكد الفقي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن المواطن المصري أصبح مدركًا لأهمية صوته في تشكيل المستقبل، وأن توافد الناخبين على اللجان يُعد مؤشرًا قويًا على مدى انخراط المواطنين في دعم المسار الديمقراطي.

وأوضح الفقي أن العملية الانتخابية تسير بانضباط وهدوء لافت، بفضل الإشراف القضائي الكامل الذي تم توفيره عبر أكثر من 9000 قاضٍ، تم توزيعهم على نحو 8825 لجنة فرعية في جميع أنحاء الجمهورية، بما يضمن النزاهة والشفافية.

وأشار إلى أن هذا الإشراف القضائي الشامل يعزز الثقة في العملية الانتخابية ويؤكد على حيادية الدولة في إدارة الاستحقاقات، كما أنه يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الديمقراطية وضمان الحقوق الدستورية للمواطنين.

وسلط الفقي الضوء على جهود الهيئة الوطنية للانتخابات في دعم الفئات الأكثر احتياجًا للمساعدة، وعلى رأسهم كبار السن وذوي الهمم، حيث تم تجهيز لجان أرضية، وتوفير كراسي متحركة، بالإضافة إلى مترجمين بلغة الإشارة، وبطاقات تصويت بلغة برايل للمكفوفين.

وأكد أن هذه الإجراءات تعكس اهتمام الدولة بكافة أطياف المجتمع، وتؤكد حرصها على تحقيق العدالة الانتخابية وتكافؤ الفرص بين الناخبين، ما يعزز من مصداقية العملية ويشجع الجميع على المشاركة دون عوائق.

ولفت الفقي إلى أن مشاهد اصطفاف المواطنين أمام اللجان، رغم ارتفاع درجات الحرارة، تمثل لوحة وطنية تؤكد على تكاتف الشعب المصري ودعمه للمؤسسات الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الإقبال على التصويت يؤكد أن الشعب يقف خلف الدولة ويؤمن بمسيرتها السياسية.

وشدد على أن هذا المشهد الإيجابي لم يكن ليتحقق دون التنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة، بدءًا من الهيئة الوطنية للانتخابات، ومرورًا بالأجهزة الأمنية، وصولًا إلى القضاء، ما يعكس تطورًا نوعيًا في إدارة العملية الانتخابية.

وفيما يتعلق بدور الأحزاب، أوضح الفقي أن القوى السياسية أظهرت التزامًا غير مسبوق بقواعد العملية الانتخابية، سواء من حيث تنسيق القوائم أو ضوابط الدعاية، ما أسهم في غياب واضح لأي تجاوزات أو مخالفات تُذكر خلال اليوم الأول من الانتخابات.

وأشار إلى أن ما يحدث حاليًا هو حالة من الالتزام الوطني الذي يتجاوز الانتماءات الحزبية، حيث يضع الجميع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات ضيقة، مضيفًا: "نشهد الآن مرحلة من النضج السياسي والتماسك الحزبي الذي يعكس وعيًا عامًا بضرورة الحفاظ على استقرار الدولة".

واختتم الفقي تصريحاته بالتأكيد على أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 تمثل رسالة ديمقراطية قوية من مصر إلى العالم، مفادها أن الدولة ماضية بثبات نحو ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، بدعم شعبي واسع ومشاركة مجتمعية شاملة، في مشهد يُجسد جوهر الحياة السياسية الحديثة في الجمهورية الجديدة.