أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن الانتخابات تمثل واجبًا لا يمكن التفريط فيه، ليس فقط من منظور القانون والدستور، بل من الزاوية الشرعية والأخلاقية والوطنية أيضًا، مشددًا على أن كل من يملك حق التصويت يجب عليه أن يؤديه بجدية ووعي.

جاءت تصريحات المفتي خلال لقاء تليفزيوني مع فضائية «إكسترا نيوز»، حيث تناول أهمية المشاركة الشعبية في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، معتبرًا أنها إحدى أدوات البناء الإيجابي للوطن.

وأشار المفتي إلى أن المشاركة في العملية الانتخابية تُعد تعبيرًا عن الانتماء الحقيقي للوطن، وحرصًا على المصلحة العامة، قائلًا: "المشاركة في الانتخابات تبعث للداخل رسالة أن الإنسان يسعى للاقتداء بالخير متى وجده، وتعكس للآخرين صورة إيجابية عن روح الجماعة والتضامن الشعبي".

كما لفت إلى أن هذه المشاركة تعكس أيضًا للخارج أن الشعب المصري في مرحلة جادة من البناء والتشييد، وأنه يعي أهمية المؤسسات الدستورية في تحقيق التقدم والاستقرار.

وفي معرض حديثه، أوضح الدكتور عياد أن التصويت في الانتخابات ليس مجرد إجراء روتيني، بل فعل إيجابي يُثاب عليه الإنسان شرعًا إذا قصد به المصلحة العامة، لأنه يسهم في ترسيخ معاني الشورى، والعدل، والمشاركة في صناعة القرار.

وشدد على أن الدين لا ينفصل عن الحياة العامة، بل يدعو إلى تحمل المسؤولية والمشاركة في بناء الأوطان، بما يحقق الخير والنفع العام للمجتمع كله.

وتابع مفتي الجمهورية: "لا ينبغي النظر إلى التصويت على أنه ترف سياسي، بل هو واجب ديني ووطني يجب الحرص عليه، والتقصير فيه يُعد إخلالًا بحق الوطن"، داعيًا جموع المواطنين إلى تحري الدقة عند الاختيار، ومراعاة الصالح العام في الإدلاء بأصواتهم.

كما أكد أن كل صوت يُحدث فارقًا في تشكيل المؤسسات التي تمثل الشعب وتعبّر عن تطلعاته، معتبرًا أن الامتناع عن التصويت قد يفتح الباب أمام من لا يستحق لتمثيل الناس، وهو ما يخالف مبدأ الأمانة والمسؤولية.

رسائل مفتي الجمهورية جاءت في توقيت بالغ الأهمية، حيث تستعد مصر لمواصلة العملية الانتخابية لمجلس الشيوخ، في استحقاق ديمقراطي يعكس قوة الدولة ومدى نضج شعبها.

وفي هذا السياق، تُمثل دعوة المفتي منارة توعوية تحث المواطنين على المساهمة الفاعلة، انطلاقًا من إيمانهم الديني والوطني بأن بناء الوطن لا يكتمل إلا بمشاركة الجميع، وبصوت يُعبّر عن الوعي والمسؤولية.