تؤكد هيئة الطرق والمواصلات أنها أنجزت بنية تحتية متكاملة من شبكة طرق ومنظومة نقل جماعي، بفضل توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والإشراف والمتابعة المباشرة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ونائبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي ونائب رئيس الوزراء وزير المالية، لتكون دبي مدينة منافسة عالمياً وموطن جودة حياة مرتفعة، وليكون الهدف النهائي دبي المدينة الأفضل للعيش في العالم. وأشاد معاليه بجهود فريق العمل من الموظفين والموظفات الذين جسّدوا روح الفريق الواحد في تحويل الرؤى إلى إنجازات نوعية عزّزت ريادة دبي العالمية، مؤكداً أن استقطاب أفضل الكفاءات وتمكينها عبر برامج تدريبية وشراكات مع مؤسسات أكاديمية عالمية لتأهيل قيادات شابة وكفاءات وطنية أمر أساسي لاستدامة التنمية، مع وجود أكثر من 400 مهندس وخبير في تخصصات مثل القطارات والأنظمة المرورية الذكية والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وأن الموارد البشرية تُولَی عناية خاصة لأنها ركيزة التنمية المستدامة، مع إطلاق برامج لتأهيل القيادات الشابة من المواطنين في مجالات التشغيل والصيانة للقطارات والحافلات والمركبات ذاتية القيادة والأنظمة الذكية والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وغيرها. جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئة بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها في فندق جميرا بيتش، بحضور المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات والموظفين. طرق ومواصلات بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة استثمرت حكومة دبي 175 مليار درهم لتطوير بنية تحتية لشبكة الطرق ومنظومة النقل خلال العقدين الماضيين، وأشرفت الهيئة على تنفيذ مشاريع استراتيجية غيرت المشهد، منها مشروعا المترو والترام بطول 100 كيلومتر، وشبكة طرق تفوق طولها 25 ألف كيلومتر مع مسارات دراجات تزيد على 560 كيلومتراً، كما ارتفع عدد الجسور والأنفاق للمركبات من 129 جسراً ونفقاً عام 2006 إلى 1050 بنهاية 2024، وزادت جسور وأنفاق المشاة من 26 إلى 177 في 2024، إضافة إلى أكثر من 1300 حافلة مزودة بأحدث التقنيات وأكثر من 31 ألف مركبة أجرة وليموزين، وأكثر من 130 خدمة رقمية ذكية تتطور باستمرار، وساهم التطور الكبير في وسائل النقل الجماعي في ارتفاع الركاب من 220 مليوناً عام 2006 إلى أكثر من 747 مليون راكب عام 2024 بمعدل يفوق مليوني راكب يومياً، كما ارتفعت نسبة رحلات النقل الجماعي في حركة السكان من 6% في 2006 إلى 21.6% في 2024. عوائد اقتصادية ونماذج أعمال أظهرت دراسة ماكنزي أن مشاريع الهيئة خلال عشرين عاماً حققت إيرادات قدرها 150 مليار درهم، إضافة إلى وفورات في الوقود والوقت تبلغ نحو 319 مليار درهم، وبلغت مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة 156 مليار درهم، وارتفعت قيمة العقارات المرتبطة بمشاريع الطرق والنقل حتى 158 مليار درهم بزيادة تقارب 16%، مع توقع عائد داخلي على الاستثمار يصل إلى نحو 5%، كما طورت الهيئة أنظمتها وخدماتها لتصبح شركات مدرجة في سوق دبي المالي، حيث تأسست أربع شركات تجارية هي سالك وباركن وتاكسي دبي ومدى ميديا بقيمة سوقية تتجاوز 80 مليار درهم، لتكون من أبرز نماذج الحكومة في تحويل أصول النقل إلى كيانات اقتصادية مستدامة. استمرار مشاريع تطوير البنية التحتية وتؤكد الهيئة المضي في تطوير بنية تحتية للطرق والمواصلات لتعزيز جاذبية دبي، مع خطط إنجاز مشاريع نوعية في السنوات القادمة، منها مشروع الخط الأزرق لمترو دبي بطول 30 كم مع 14 محطة، منها ثلاث محطات انتقالية، وتخدم نحو مليون نسمة عام 2040، إضافة إلى تطوير مسارات المشاة دبي ووك لتحويل دبي إلى مدينة صديقة للمشي طوال العام، وتنفيذ مشاريع رئيسة شوارع أم سقيم والوصل وجميرا وشارع الشيخ زايد، مع استعداد دبي لمرحلة جديدة من التنقّل المستدام في 2026 عبر تشغيل مركبات أجرة ذاتية القيادة وإطلاق خدمة تاكسي جوي، إضافة إلى ترتيبات لمرحلة جديدة من التنقّل المستقبلي في الإمارة. تكريم المؤسسين وفريق العمل وشملت الاحتفالية عرض فيلم يوثّق مسيرة الهيئة، وتكريم الموظفين المؤسسين على مدى عشرين عاماً، إضافة إلى تكريم المدير التنفيذي المثالي والموظفين المميّزين ومديري الأقسام والموظفين المثاليين وفئات أخرى، مع إطلاق نسخة تذكارية من بطاقة “نول” وعملة تذكارية تخليداً لذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيس الهيئة. إنجازات العشرين عاماً وأثرها الاقتصادي كشفت دراسة ماكنزي أن إجمالي استثمارات الهيئة في البنية التحتية منذ 2005 بلغ نحو 175 مليار درهم، وأن عوائدها تصل إلى 150 مليار درهم مع عوائد من طرح الشركات في سوق دبي المالي قدرها 18 مليار درهم، وتوقعات بأن تتجاوز العوائد النقدية 254 مليار درهم حتى 2050، مع عائد داخلي على الاستثمار بين 4% و5%، كما أسهمت في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 32.4 مليار درهم خلال عشرين عاماً. وأشارت الدراسة إلى تفوق دبي عالمياً في سرعة وكفاءة تطوير شبكة النقل، مع معدل طول مسارات الطرق السنوي يقارب 829 كيلومتراً، وتكلفة إنشاء الكيلومتر الواحد للمترو أقل من مدن كبرى مثل لندن وسيدني، ما يعكس وفورات مالية كبيرة. كما كان للمترو دور محوري في تقليل المسافات المقطوعة بنحو 29.8 مليار كيلومتر خلال ستة عشر عاماً، وتوقّع أن يعزز الخط الأزرق 2029 خطة دبي الحضرية 2040 وأجندة دبي 33، مع دعم مفهوم مدينة العشرين دقيقة وتكامل وسائل النقل العام. الأثر البيئي والسلامة والصحة أدت البنية التحتية الحديثة إلى تقليل الانبعاثات الناتجة من عوادم السيارات؛ فخلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة جرى تفادي نحو 9.5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون بفضل المترو والحافلات وتقليل زمن الازدحام المروري، وهذا يعادل قيمة اقتصادية وصحية عالية. كما تراجع معدل وفيات الحوادث المرورية بشكل كبير من 21.9 لكل 100 ألف نسمة في 2006 إلى 1.8 في 2024، وارتبط ذلك بتحسن الصحة النفسية ونمط حياة أكثر صحة بفضل تقليل الازدحام وزيادة استخدام وسائل النقل العام والمشي ودوائر الدراجات. ونشأت آثار اجتماعية إيجابية من توفير وقت إضافي للسكان وتقليل التوتر المرتبط بالقيادة، مع تعزيز ممارسات النقل الآمن وتقليص الانبعاثات. الفاعليات الكبرى والابتكار ساهمت الهيئة في استضافة فعاليات عالمية كبرى مثل Expo 2020 دبي ومؤتمر المناخ COP28، وامتدت خطوط النقل لتمكين الملايين من الوصول بسهولة وبإتاحة شبكات خاصة للفعالية، مع مشاريع مبتكرة مثل تمديد الخط الأحمر لمترو دبي عبر مسار 2020 بطول 15 كيلومتراً وربط موقع إكسبو ببقية المدينة، إضافة إلى إتاحة شبكة حافلات خاصة للفعالية. كما وصلت التجارب إلى النقل الذكي المستقبلي، حيث وضعت دبي خطوات مبكرة لإطلاق التاكسي الجوي وتطبيقات التنقل ذاتية القيادة وتطوير حافلات وخدمات نقل مرنة قائمة على التطبيقات وخدمات تأجير السيارات عند الطلب، مع تعزيز النقل البحري عبر مشاريع مثل قناة دبي المائية وجسر إنفينيتي لتخفيف زمن التنقل. الشركات الناشئة والابتكار المحلي أظهرت الدراسات مبادرات الهيئة لدعم الشركات الناشئة بأن منظومة النقل والبنية التحتية وفّرت بيئة جاذبة للاستثمار والابتكار، حيث أُطلقت حاضنات ومسرّعات أعمال لترويج الحلول الذكية من الدفع الرقمي إلى أنظمة التتبّع والذكاء الاصطناعي. وبلغت قيمة الشركات الناشئة مجتمعة نحو 22 مليار درهم، وشملت أسماء مثل كريم ويانغو وi mile، ما يجعل دبي مركزاً عالمياً للتجارب المتقدمة في النقل المستدام والابتكار المحلي. رؤية مستقبلية ستركز الهيئة في السنوات المقبلة على خمسة محاور رئيسة، أولها الاستثمار في بنية تحتية مهيأة لتبنّي الذكاء الاصطناعي، عبر زيادة أسطول النقل الجماعي وكفاءته وتحديث الأنظمة التشغيلية والتحكّم المروري والتوسع في البنية التحتية الرقمية. وثانيها تبنّي وسائل نقل مستقبلية ذاتية القيادة ومستدامة، مع مشاريع مثل التاكسي الجوي ومركبات الأجرة ذاتية القيادة ومشروعات مثل رايـل باص والترم بلا سكة والنظامات المعلقة والحافلات عالية التردد. وثالثها تطوير نماذج أعمال تفتح فرص اقتصادية وتدعم الاستثمار في الشركات الناشئة، من خلال حاضنات ومسرّعات لتقنيات النقل والخدمات اللوجستية. ورابعها استقطاب المواهب والكوادر المستقبلية وتطوير الكفاءات الوطنية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأنظمة النقل الذاتي، مع تأسيس مراكز بحث وتطوير بالشراكة مع جامعات وشركات عالمية. وخامسها تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعالمي في مجالات النقل المستقبلي وتشغيل الأنظمة الذكية وتطوير المركبات ذاتية القيادة لتعزيز دبي كبيئة اختبار عالمية للابتكار في النقل. منهجية الدراسة اعتمدت الدراسة على منهجية جداول المدخلات والمخرجات وكيفية انتقال الأثر المالي لكل درهم يتم إنفاقه في قطاع النقل وتوزيعه على القطاعات الأخرى، مع مجموعة مؤشرات توضح إسهامات الهيئة في العائد الداخلي للناتج المحلي ونمو أنشطة تشغيل أصول النقل وتوفير الوقت وتلبية زيادة السكان، وتُعد هذه المنهجية معتمدة عالمياً وتستخدم في التخطيط الاقتصادي لتقييم أثر الاستثمار في قطاع معين على الناتج المحلي ككل.