تحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال، المصادف 24 أكتوبر من كل عام، وتبرز جهودها الرائدة في القضاء على المرض من خلال مبادرات إنسانية وتنموية أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. تكمن أبرز مبادراتها في مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، التي أسهمت في حماية ملايين الأطفال في المناطق الأكثر تحدياً حول العالم. وتأتي المناسبة هذا العام وسط إشادة دولية بالدور الريادي للإمارات في دعم وتمويل حملات التطعيم العالمية، وجهودها المستمرة لضمان وصول اللقاحات إلى الفئات الأكثر حاجة في المناطق النائية والمتضررة من النزاعات. وأكد معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً في استئصال شلل الأطفال، واكتسبت مكانة دولية مرموقة بفضل مبادرات القيادة لدعم حملات التطعيم. ويشمل ذلك تقديم الدعم اللوجستي ضمن مبادرة بلوغ الميل الأخير لاسيما في باكستان وأفغانستان، وشراكات مع مؤسسات عالمية مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى تمويل حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة. وقد حظيت هذه المساهمات بإشادة من الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية تقديراً لدورها البارز في القضاء على شلل الأطفال وتحقيق مستقبل أكثر صحة ورفاهية للأطفال حول العالم. وأوضح معاليه أنه بفضل توجيهات القيادة وابداعها، أُنشئ البرنامج الوطني لاستئصال فيروس شلل الأطفال الذي يهدف إلى الحفاظ على معدلات تغطية عالية للتطعيم وفق جدول البرنامج الوطني للتحصين، ويعتمد أيضاً نهج التقصي النشط لاكتشاف أي حالة وعلاجها في الوقت المناسب. أدت هذه الأنشطة الصحية إلى ريادة الإمارات عالمياً في استئصال المرض، ففخر البلاد بأنها لم تسجل أي حالة منذ نحو ثلاثة عقود، مما يعكس كفاءة المنظومة الصحية والتزامها بالوقاية كنهج لحماية الأجيال. وصف الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، هذه الإنجازات بأنها دليل على ريادة المنظومة الصحية التي تحمي المجتمع من الأمراض عبر ترسيخ نهج الوقاية المتكاملة. وأشار إلى أن الإمارات حافظت على خلوها من المرض لأكثر من ثلاثين عاماً بدعم القيادة وخططها الوقائية وبنيتها التحتية والشراكات العالمية التي جعلت الصحة العامة أولوية وطنية. وقال إن مكافحة شلل الأطفال في الإمارات تعكس الرؤى الوطنية التي ترى حماية الأطفال أساساً لبناء مستقبل المجتمع، وتحوّل التحصين إلى ثقافة مجتمعية تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتوظف الذكاء الاصطناعي لرصد المؤشرات المعدية لضمان الاستباقية. وأكد أن الإنسانية الإماراتية تتجلى في استمرار الدعم للمبادرات العالمية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف للوصول إلى الأطفال المحتاجين للقاح، وتمكين النظم الصحية من الصمود عبر التمويل والخبرة والتدريب ونقل أفضل الممارسات إلى الميدان. تبقى رسالتنا ثابتة: أطفال اليوم بناة الغد، وهدفنا عالم بلا شلل أطفال يحمي الحياة ويسرع التنمية تحقيقاً لرؤية الإمارات 2071. يهدف اليوم العالمي لشلل الأطفال إلى رفع الوعي بأهمية القضاء على المرض والتأكيد على استمرارية حملات التطعيم لضمان مستقبل خالٍ من الفيروس المهدد لحياة الأطفال. ويحتفل المجتمع الدولي بهذا اليوم تخليداً لميلاد العالم جوناس سالك مكتشف اللقاح الأول، ويحمل شعار هذا العام «مستقبل أكثر صحة للأمهات والأطفال» التزاماً بترسيخ العدالة الصحية وتحقيق مستقبل خالٍ من الأمراض المعدية.