أمازون .. سلطة احتكارية أم تكتيكات تجارية ذكية؟
في منتدى على الإنترنت في أغسطس، بدأ التجار الذين يبيعون المنتجات في سوق أمازون بالتكهن حول احتمال رفع دعوى قضائية ضد عملاق التجارة الإلكترونية
وزعم أحد التجار أن هناك "آلاف الأمثلة على إساءة معاملة البائعين من قبل شركة أمازون". وأضاف الشخص أنه ربما يكون من المفيد أن يقوم البائعون بتوحيد قصصهم دعما لقضية منافسة ترددت شائعات بأنها قيد الإعداد وهو اقتراح أثار سيلا من التعليقات قبل إغلاق الموضوع عبر وسيط في المنتدى الذي استضافته شركة أمازون بواسطة وسيط
بعد أسابيع، في نهاية سبتمبر، رفعت هيئة تنظيم المنافسة الأمريكية و17 ولاية دعوى قضائية شاملة ضد شركة أمازون، زاعمة أن شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت تستخدم بشكل غير قانوني سلطتها الاحتكارية لفرض رسوم زائدة على المستهلكين، وإعاقة المنافسين واستغلال مئات الآلاف من البائعين في سوقها
وقالت لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، إن سلوك شركة أمازون أدى إلى "إعاقة منافسيها، بينما ظل البائعون محاصرين". وقالت إن "العقوبات المزدوجة على البائعين وارتفاع رسوم البائع" أجبرت التجار على فرض "أسعار مرتفعة بشكل مصطنع"، مضيفة: "المخاطر هنا كبيرة"
المخاطر كبيرة بالفعل بالنسبة للشركات والحكومة على حد سواء
بالنسبة لشركة أمازون، فإن هذه القضية التي وصفتها بأنها "مضللة" وتعهدت بمحاربتها تمثل تحديا وجوديا محتملا. وفي أقصى حالاتها، يمكن أن تؤدي الدعوى القضائية إلى التفكيك القسري للشركة، رغم أن الخبراء القانونيين قالوا إن هذا الاستنتاج الدراماتيكي غير مرجح
وبالنسبة لخان، فهي لحظة حاسمة في حياتها المهنية. لقد برزت على الساحة العامة عندما كانت تبلغ من العمر 27 عاما حين نشرت ورقة بحثية شهيرة عام 2017 حول المخاطر الاحتكارية الناجمة عن شركة أمازون. تعد الدعوى القضائية التي طال انتظارها ضد شركة البيع بالتجزئة حدثا محوريا خلال فترة عملها في لجنة التجارة الفيدرالية التي تميزت بالجهود المبذولة للحد من قوة شركات التكنولوجيا الكبرى بما في ذلك شركتا مايكروسوفت وميتا
لكن المهمة التي تنتظر الحكومة كبيرة. لا يتعلق الأمر فقط بالفوز بقضية قانونية معقدة: إذا أرادت لجنة التجارة الفيدرالية فرض عقوبات صارمة على شركة أمازون، فسيتعين عليها أيضا إقناع الجمهور بأن الشركة التي يجد كثير من الناس خدماتها مريحة وفعالة بشكل لا يصدق تلحق الضرر بمصالحهم في الواقع
يقول ديفيد بالتو، مدير السياسات السابق في لجنة التجارة الفيدرالية: "لا يمكنك أن تسعى وراء شركة أكثر شعبية"
ويضيف أن فوز لجنة التجارة الفيدرالية قد يعني أن المستهلكين سيواجهون في النهاية "أسعارا أعلى وخدمات أضعف" على موقع أمازون. "لن يكون المستهلكون سعيدين بذلك في النهاية، يتمتع المستهلك بالسيادة في موقع أمازون، وما تدينه الهيئة التنظيمية هي الأشياء التي تعد بمنزلة استجابات لطلب المستهلكين"
يقول مايكل كارير، المدير المشارك في معهد روتجرز لسياسة وقانون المعلومات: "أعتقد أن القضية تمثل قدرا كبيرا من الصعوبة" بالنسبة للجنة التجارة الفيدرالية. "أحد التحديات الحقيقية هنا هو أن المستهلكين راضون عن شركة أمازون"
ضغوط سياسية
تقع قضية شركة أمازون على خلفية القلق السياسي المتزايد بين المشرعين في واشنطن على الجانبيين السياسيين حول قوة ونفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى
وبينما تركزت المخاوف بين المشرعين الجمهوريين على الشكوك حول الرقابة والمزاعم بأن شركات مثل ميتا وجوجل سعت إلى قمع أصوات المحافظين، كان الديمقراطيون أكثر اهتماما بفكرة أن الشركات الكبيرة قد تشكل مخاطر على الشركات الصغيرة والمستهلكين
يقول كارير من جامعة روتجرز: "تتمتع شركات التكنولوجيا الكبرى بكثير من القوة وكثير من الناس يشعرون بعدم الارتياح إزاء ذلك". وربما يشعر الجمهوريون والديمقراطيون بالقلق إزاء أشياء مختلفة، لكن عند مهاجمة هذه الشركات "فإنهم يلتقون في نقطة في الوسط"
لكن في حين أن كلا الحزبين منزعجان بشأن قوة شركات التكنولوجيا الكبرى، فإن الانقسامات الحادة في الكونجرس كانت بمنزلة عائق أمام الإصلاح التشريعي. ونتيجة لذلك، فمن المرجح أن ينبع الإجراء الأكثر صرامة ضد شركات التكنولوجيا الكبرى من وكالات مكافحة الاحتكار مثل لجنة التجارة الفيدرالية
تشمل أعمال شركة أمازون الواسعة، والمنتشرة قطاعات من ضمنها البيع بالتجزئة، والحوسبة السحابية وبث الفيديو والرعاية الصحية. وبينما أثار منتقدوها مخاوف بشأن قضايا تراوح بين موقف شركة أمازون تجاه النقابات وبين انبعاثات الكربون، فإن شكوى لجنة التجارة الفيدرالية التي تم تنقيحها بشكل كبير تركز على ما تصفه بأنه "المتجر الكبير" للشركة عبر الإنترنت
تزعم لجنة التجارة الفيدرالية أن شركة البيع بالتجزئة تستخرج من الرسوم نحو نصف الإيرادات التي تحققها بعض الأطراف الخارجية التي تبيع في سوقها. كما تقول لجنة التجارة الفيدرالية: إنها تجبر البائعين على استخدام شبكتها اللوجستية "المكلفة" و"تعاقب" أولئك الذين يعرضون منتجاتهم بسعر أرخص على مواقع أخرى
يقول نيكولاس باركس، وهو بائع قديم لمجموعة واسعة من المشاوي والصلصات الحارة على موقع أمازون، إن العمل على أمازون "أصبح مكلفا للغاية"، لكن الموقع الإلكتروني هو "السوق العملية الوحيدة للبائعين الخارجيين"
لا تكشف شركة أمازون عما إذا كانت أعمال البيع بالتجزئة الخاصة بها، التي شكلت نشأة الشركة عام 1994، مربحة، لكن بعض المحللين تكهنوا بأنها ليست كذلك. فقد قالت الشركة عام 2021 إن البائعين الخارجيين يمثلون نحو 60 في المائة من المبيعات على شركة أمازون، وأن مبيعات هؤلاء التجار كانت "في المتوسط أكثر ربحية لأعمالنا من البيع بالتجزئة على موقع أمازون"
ويقول جيسون بويس، الذي كان يبيع على موقع أمازون لأعوام عديدة، إنه اضطر مرات عدة إلى "التحول" نحو بيع منتجات أخرى نتيجة لممارسات الشركة. لكن بويس، الذي يقول إنه أصبح واحدا من أكثر البائعين مبيعا على موقع أمازون، يعتقد أن الشركة "جعلت من الممكن لأي شاب أو فتاة عادية أن يبدأ علامة تجارية من لا شيء"
اعترضت شركة أمازون بشدة على توصيف لجنة التجارة الفيدرالية لأعمالها، وقالت إن الهيئة التنظيمية لديها تفاصيل أساسية خاطئة بشكل أساسي
لكن في منشور على مدونة الأسبوع الماضي، لم تعترض على بعض الممارسات التي استندت إليها لجنة التجارة الفيدرالية في قضيتها، وبدلا من ذلك ادعت أنها مجرد تكتيكات تجارية ذكية تظل ضمن القانون وتفيد المستهلكين
على سبيل المثال، أقرت شركة أمازون بأنها حاولت مطابقة الأسعار المنخفضة التي يقدمها تجار التجزئة الآخرون عندما يتعلق الأمر ببيع منتجاتها الخاصة، وقالت إنها لا ترغب في عرض العناصر التي يبيعها بائعون خارجيون بأسعار غير جذابة
وقالت الشركة: "لا نسلط الضوء أو نروج للعروض التي لا يتم تقديمها بأسعار تنافسية"
أدت التغييرات الأخيرة التي أدخلتها شركة أمازون إلى جعل وظائف الهيئات التنظيمية أكثر صعوبة. فقد بدأت في السماح لمشتركي برايم باستخدام خدمة التوصيل السريع والمجاني الخاصة بها على منصات أخرى، مثل شوبيفاي. وفي سبتمبر، كشفت شركة أمازون عن خدمة لوجستية جديدة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نبض ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نبض ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.