استقبل معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ورئيس منتدى أبوظبي للسلم، وفدًا آسيويًا متعدد الأديان ضم ممثلين عن المسلمين والمسيحيين والبوذيين من ماليزيا وتايوان وعدد من الدول الآسيوية، وذلك في إطار زيارة تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات. ضم الوفد شخصيات دينية وإنسانية من مكتب التنمية البشرية في أبرشية كوالالمبور الكاثوليكية، ومؤسسة تزو تشي البوذية الإنسانية من تايوان، ومؤسسة كريست الماليزية لإدارة الكوارث والإغاثة ومؤسسة العبقري العلمية، إلى جانب عدد من القادة الدينيين والفاعلين في مجالات العمل الخيري والتنمية الإنسانية. رحّب معاليه بالوفد الضيف، مؤكدًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أرست نموذجًا عالميًا فريدًا في بناء بيئة جامعة تستقبل الجميع، وتحتضن تنوّع الثقافات والأديان في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. ودعا معاليه إلى تعزيز التعاون باعتباره أساس التقدم الإنساني، وترسيخ قيم التعايش والسلام بين الشعوب والأديان، مشيرًا إلى أن عمل الخير سبيل لتحقيق الاستخلاف الصالح في الأرض، وأن الخير ينبغي أن يكون موجّهًا للجميع دون استثناء. وأوضح معاليه أن الحروب التي تشتعل بين البشر تبدأ في القلوب، ومهمتنا أن نطفئها هناك قبل أن تنتقل إلى الميدان، مضيفًا أن منتدى أبوظبي للسِّلم انطلق منذ تأسيسه بروح الإطفائيين الذين لا يسألون من أوقد النار، بل يسعون إلى إخمادها خدمةً للإنسانية. وقال معاليه إن بروح الإطفائيين يمكن أن يكون التعايش ممكنًا، لا في آسيا فقط، بل في العالم كله؛ فالتنوع ثراءٌ إذا نظرنا إليه بعين الرحمة والحكمة، داعيًا إلى غرس هذه النظرة في المدارس والجامعات، لأن البشرية أشبه ببستانٍ متعدد الأزهار والثمار، يزداد بالاختلاف ويتقوى بالتنوع. وأكد معاليه أن الدين ينبغي أن يكون عامل استقرار ورحمة، لا سببًا للنزاع، مشيرًا إلى أن قادة الأديان مدعوون إلى قيادة عملٍ طيبٍ يجمع الناس على الخير والعدل. وأوضح أن التجربة الإماراتية تمثل نموذجًا معاصرًا للتعايش العملي بين الشعوب، مشيرًا إلى أن منتدى أبوظبي للسلم يعمل على ترسيخ هذا النموذج عبر بناء جسور التعاون بين الأمم والثقافات. وفي ختام اللقاء، عبّر أعضاء الوفد الآسيوي عن سعادتهم بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة والاستفادة من تجربتها الرائدة في التعايش والتسامح. كما عبروا عن امتنانهم لمعالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه على حفاوة الاستقبال، وعلى رؤيته الإنسانية الملهمة التي تسهم في ترسيخ ثقافة السلام والتعايش بين أتباع الأديان، مؤكدين تطلعهم إلى تعاونٍ مستقبلي مثمر مع منتدى أبوظبي للسلم في مجالات الحوار والعمل الإنساني المشترك. وقدّم معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه عددًا من إصدارات المنتدى لأعضاء الوفد، بينما قدّم الوفد هديةً تذكارية لمعاليه تقديرًا لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش العالمي.